Translate

الثلاثاء، 6 يونيو 2017

شبكة المغضوب عليهم من طرف المخزن يتحركون بالريف بوصفة عجيبة: وداويني بالتي هي الداء

حوار الريف
يجب أن نسلم أن هذا الواقع الذي نعيش فيه ليس بزمن العقلاء والتحليل السياسي المنطقي إنه زمن البهلوانية والديماغوجية حتى فقد المنطق السياسي أي معنى أمام تسونامي جارف من الأكاذيب وصناعة أصنام وتجميلها لتكون معدة بشكل جيد للاستهلاك الاعلامي المدر للدخل السريع.
مناسبة هذا الكلام ، هو ما يدور اليوم من سباق محموم لافتراس حراك شعبي عفوي صنعته مأساة إنسانية نجمت عنه تدفق عارم للمشاعر الانسانية في محيط ريفي مرت عليه مر الكرام موجات الحداثة وظل محافظا على عمق تقليدي تشتغل فيه الأنساق الماضوية بشكل جيد لدرجة تذوب فيه الذات الفردية والأنا موجود ناهيك عن إرادة الوجود.
التاريخ لا يصنع في ستة أشهر أو سنة لذلك فمن اختار لحراك الريف هذا الاسم كان محقا لأنه فعلا حراك ، بصرف النظر عن اصله وفصله، لأنه بالمضمون هو اندفاع شعبي لتحقيق كل شيء دفعة واحدة ، فإما أن يأخذ كل شيء ، إذا اتنصر في كل شيء، أو يخسر كل شيء إذا انهزم في كل شيء، فالصراع في واقع الأمر هو صراع إرادات وقوى كل طرف يحشد ما في جعبته وما في جهده من أجل الانتصار لأطروحته، ولو أن الصراع الذي يدور في معترك الريف ليس متكافئا أبدا بالنظر لقوة جهاز الدولة التي تمتلك قوة هائلة يمكن أن تهزم بسهولة خصومها في شوط أو في عدة أشواط لكون لا تستطيع هزمهم دائما طلما أن المنهزم هو صاحب رسالة سامية يتوق كل الشعب من أجل تحقيقها وتجسيدها على أرض وهي في كلمتين : النضال من أجل الديمقراطية بالمعنى الواسع. وما دام أن كل الحروب تنتهي إلى المفاوضات والحوار بين الأطراف المتصارعة، فلندع حراك الريف يواصل نضاله حتى يقول الزمن كلمته ، وأنئذ سنبدأ التقييم.
هناك مثل يقول عندما تسقط البقرة تكثر السكاكين، ونحن بريؤون من هؤلاء المفترسون الذين يتلذذون بآلام الآخرين سيما وأن هذا القلم يعي جيدا ماذا تعني لحظة الاعتقال بالنسبة للمعتقل أولا ولعائلته ثانيا ، لا يستطيع أحد أن يدرك حجم المأساة إلا إذا ذاق من مرارتها ولو أن الزمن تبدل، لأن الناس قاتلوا لكي يتبدل ، وهو ما لا يعيه شباب اللايف والفايسبوك الذين يصدرون أحكاما جاهزة وعفوية على كل الذين كرسوا مسارا نضاليا في الريف لكي يبقى رافع الرأس.
فمن هم هؤلاء المفترسون؟ لنبدأ بالذين همشتهم ماكينة المخزن وتحولوا من رموز للضجيج تقام لهم الدنيا إلى كائنات خرساء تحاول أن تنبعث من رمادها فجأة لتقدم الخدمة  للمخزن ليس من أجل حل المشاكل بالريف بل لحل لمشاكلها مع لوبيات الدولة.
أول هؤلاء المحامي زيان الذي يقدم نفسه كمحامي عائلة الزفزافي، وليس مصادفة أن يلازم هذا الشخص والد ناصر الزفزافي حتى أصبح كظله، وهو الذي صرح قبل مجيئه للحسيمة أنه يريد كمخزني أن يقوم بالوساطة، ولكي تكتمل المسرحية قدم أب الضحية لبنكيران وقال له عليك أن تصرح للصحافة بأنني لا أؤيد ما يقوم به الريافة وعليهم الرجوع إلى منازلهم حتى يسمعها جيدا من يريد سماعها أنا ما زلت إطفائي للأزمات!، الأول ينتمي للحزب اللبرالي المغربي الذي لا يوجد إلا في مخيلة صاحبه، وكان وزير لحقوق الانسان في سنوات الرصاص وسبق أن دافع عن الحكومة بشراسة ضد قائد نقابي وكان مسؤولا عن توفير التغطية لطرد أكبر مناضل يساري في المغرب وهو ابراهام السرفاتي، والثاني خرج من أحشاء المخزن من أجل تدمير اليسار وتوفير أجواء انتعاش الفكر الظلامي لخلط الأوراق وتسهيل مأمورية الاجهزة الامنية لسلخ المغاربة بذريعة الارهاب، ولما انتهى المخزن من وظيفته رماه إلى الرفوف دون أن يقتله بصفة نهائية عل وعسى يحتاج له في دور من أدوار الكوبارس أيام الشدة.
هؤلاء يتحركون الآن كشبكة من شبكات المافيا المخزنية يجرون مهم كل المغضوب عليهم من طرف المخزن وكل واحد يسعى إلى الركوب على المعاناة، هؤلاء يتحركون الآن كشبكة من شبكات المافيا المخزنية يجرون مهم كل المغضوب عليهم من طرف المخزن وكل واحد يسعى إلى الركوب على المعاناة،وهذا هو الركوب الحقيقي، من أجل تسوية اوضاعهم هم مع الخزن باستخدام حراك الريف كورقة رابحة بعد أن أدركوا عفوية شباب لا إلمام لهم بالسياسة وتفاصيلها، وبالتالي يمكن لتجار الأزمات أن يتسللوا إلى قلوب الغاضبين ويكونوا أول الرابحين في تسويق أنفسهم ككهنة للحلول السحرية، وإذا نجحت مناورات هؤلاء في المرحلة، وقاموا فعلا بإخماد الحراك وفق التسويات التي يقترحونها، فللريف حتما موعد آخر سيكون عاصفا ومزلزلا، وهو احتمال قد يسخر منه الكثيرون غير العارفين بمعدن الريف، وقد قلت كلاما قبل سنوات في وجه حزب البام لما أخمدت حركة 20 فبراير وها هم اليوم في وضع لا يحسد عليه بعد أن صاروا أول المنهزمين في المعركة التي شهدها الريف حتى أصبح إسمهم لا يساوي دينارا في سوق المخزن بعد أن كانوا يعتقدون أنهم على ارض سويت عن آخرها قبل أن يكتشفوا أنهم مخدوعين بالحماس الزائد عن اللزوم..
في الضفة الأخرى هناك يسار متعدد كالنهج والحزب الاشتراكي الموحد..هذه التنظيمات خرجت من رحم الشعب وهي ملك لها وليس ملك لأحد، كرست في الريف مسارا لا ينكره إلا جاحد أو من كانت له تجربة فاشلة في صفوفه، كانت دائما في خندق المعارضة للسياسة المخزنية بالريف وظلت كذلك في الصفوف الأمامية مع الشعب، ويوجد في صفوفها عشرات ومائات من المتعاطفين أغلبهم كرسوا مسارا شجاعا في مواجهة آلة القمع، كل النقد الموجه لها، وهو من السهل جدا إخراج معاول الهدم من أجل التدمير، لكن على هؤلاء أن يحذروا جيدا، لأنهم لا يقدمون بديلا أحسن، بل ولا يقدمون بديلا يذكر سوى أنهم يرفضون كل الألوان وكانهم ملائكة يقولون نحن ريفيون من أجل التدمير، لكن على هؤلاء أن يحذروا جيدا، لأنهم لا يقدمون بديلا أحسن، بل ولا يقدمون بديلا يذكر سوى أنهم يرفضون كل الألوان وكانهم ملائكة ويصيحون نحن ريفيون # نشين ذريفيان # بلغة القبيلة والدين والولاء للقيم التقليدية ، لأنك لا تجد شعبا متقدما مثل المانيا يخرج في تظاهرات ويقول نحن ألمانيون، سوى أقلية ممن لا يزال يتعشش في ذهنه الفكر العنصري المؤسس على نقاوة العرق المزعومة التي تؤدي إلى الدمار والتخريب كارضية لانتعاش القوى الأرهابية التي تتربص بالمجتمع لنقله إلى معتركات سفك الدماء، هل يقبل الريفيين أن يستيقظوا غدا وهم مشردون يتسولون على حدود دول آخرى، خصوصا أننا شعب طيب يضمر طيبوبته و لا يقبل الاهانة لأنه خرج للتو من محيط يتسم بالصرامة المستوحاة في ثقافة مشتركة فيها ما هو إيجابي وما هو سلبي يجب أن يُنفض، فالانسان الصادق يصدق بسهولة، معتقدا أن الناس كلهم صادقين، وما يسمعه يهضمه بسهولة ولما يصدق أو يعاهد يصعب أن يخرج عن الجماعة ولو مستشعرا بخطيئته لا سيما في عصر اللايفات والفيسبوك الذي يرتاده من هب ودب ناشرا اشياءا مدمرة لمجتمع الشباب خاصة.
أبو علي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق