Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة وفنون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة وفنون. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 14 أغسطس 2023

صديقي الشهيد أبو حنصل، قصة من وحي الواقع

 



في ذكرى صديقي الشهيد  أبو حنصل :


كان صديقي أبو حنصل قبل إستشهاده رحمه الله و تقبل منه ، يحكي لي عن معاناته النفسية مع الفقر و الحرمان، لكن رغبته  و إرادته القوية في أن يصنع من نفسه شخصا مهما يخدم العدالة و الإنسانية والحق، من خلال منهجه في الدعوة الى الاسلام، و نشر  مبادئ الاحسان الى الناس رغم اختلاف ملتهم و طوائفهم . 
كان قلبه طيبا وشجاعا لا يخشى في الله لومة لائم ، و لا يكره أحدا ، إلا الظالمين و المتكبرين و مصاصي دماء الفقراء .
أتذكر أننا في ليلة من الليالي ونحن عاكفون في أحد الإعتصامات الإحتجاجية ضد الفساد و الإستبداد السياسي،  منذ عشرين سنة في الرباط، وكنا لا نزال ندرس في الجامعة ، بعد إنتهاءنا من ذلك الحدث النضالي، جلسنا فوق حائط قصر الودايا يطل على البحر، نحكي عن أحلامنا و نتساءل عن هذا القرن الجديد الذي نحن بصدد الدخول إليه ذلك العام ، على الرغم من النكبات التي ستأتي و توالي  الإنكسارات و الهزائم التي تلاحق شعوبنا في مواجهة خصوم الإنسانية، إضافة إلى الغموض الذي يواجهه مستقبلنا الذي نحلم به  كشباب ينشد التغيير و يملك أحلاما مثالية بريئة سرعان ما تنكسر أمام واقع قاسي، وغير مستقر في مغرب الفوارق و الفساد والظلم.
قال لي أبو حنصل المسكين:  و هو يحكي عن زيارته الأخيرة لبلدته البعيدة في عمق جبال الأطلس الصامدة ، أتدري يا أحمد أنا حزين على نفسي و أنا أتذكر ذلك اليوم الذي إستقبلني فيه والدايا، و لأول مرة  نظرت الى وجهيهما بكل تمعن، و هما نائمين القيلولة في الفناء، و تأملت سحناتهما جيدا.
وأضاف و هو يبكي: أتدري يا صديقي رأيت الشيب يعلو فوق رأسيهما و الشيخوخة نالت من جسدهما ، بقيت أنظر اليهما كأنني لم أراهما من قبل ونفسي تبكي يا صديقي لأنني منذ سنين وأنا كنت مشغولا بنفسي ولم أنظر الى قسمات وجهيهما، وانتابني احساس بالخوف والحزن، لأن والدي صارا عجوزين وضعيفين و سيحتاجان الى من سيتكفل بهما، وفكرت في الموت ولوعة الفراق الذي سيأتي يوما ما لا محالة، وبكيت في أعماق نفسي أسفا على نفسي لأني سأخذلهما بسب عجزي و حرماني و فقري في هذا الوطن الجريح الذي يحكمه المال والقوة ، و الفوارق الإجتماعية التي تمارس مستقبلي  لأول مرة وأنا في بداية مشواري في الحياة، و اكتشفت قساوة  العالم من حولي وفهمت سر الوجود و ما يحكم  العلاقات البشرية، التي يسيطر عليها منطق القوة وليس منطق الحق والعدالة والمساواة .
 و أضاف أبو حنصل المسكين و علامات الأسى واليأس تملئ تعابير وجهه : 
إن  إحساسي بالشفقة و الحنان تجاه منظر والداي خلال ذلك اليوم يا لن يفارق تفكيري مهما حييت، لأني اكتشفت دورهما في تكوين شخصيتي و بناء حياتي ومدى مساندتهما لي في كل مراحلها  وتضحيتهما من أجل بناء مستقبلي وسعادتي .
بكى أبو حنصل ذلك اليوم و أبكاني معه، لتنتهي تلك الأيام بفراقنا بعد نهاية السنة الدراسية و عودتنا إلى ديارنا و نحن نقرأ دائما قول ربنا في سورة البقرة : 
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا  لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا  رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا  رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ  وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا  أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
 البقرة (286﴾.
بعد سنين من ذلك اليوم الحزين، و بعد انتهاء مسارنا الدراسي، و دخولنا في مرحلة جديدة، عالم قاسي و مجهول، فقد إختطفنا واقع البطالة و الضياع والصراعات السياسية الهامشية، تلك الحياة التي كان يخشاها صديقي حنصل، هموم أخرى كانت تنتظرنا و هي البحث عن عمل شريف يكفي حاجتنا في العيش الكريم.
في أحد أيام خريف 2009 حيث كنت بصدد القيام ببعض الأعمال التجارية البسيطة بمدينة فاس، لمحت شخصا أمامي يشبه صديقي حنصل برفقته إمرأة تمشي بخطى ثقيلة ،أشرت إليه بيدي و إقتربت منه و أنا أبتسم، أهلا بك يا صديقي فتعانقنا طويلا و تصافحنا، و جلسنا طويلا و نحن نتذكر تلك الأيام التي خلت، نسترجع خلالها بعض الأحداث المميزة، و عن حالنا و أحوال عائلتينا.
كان في زيارة للمستشفى، برفقة أخته وهي مريضة  جدا، جلسنا وتذاكرنا و ضحكنا و تجادلنا لمدة ساعات، وتكلمنا في السياسة والدين والعائلة والعمل و تكلمنا عن الرفاق والاخوان والسلفيين والأمازيغية و المخزن و وأحوال المدينة و القرية ، وتفرقنا مرة أخرى على أمل اللقاء في مناسبة أخرى.
 
و بعد انطلاق ربيع التغيير سنة 2011 و تزعزعت خلاله عروش بعض الأنظمة الفاسدة، و سقط بعض الديكتاتوريين في مصر وتونس و اليمن و العراق..... من حكام العرب المجرمين، و إنقطعت خلاله أخبار صديقي  أبي حنصل و لم اعد اسمع عنه شيئا ، وسألت عنه معارفه والعائلة ، وقيل لي ربما رحل الى أوروبا و منهم من قال يعيش في  طنجة وبعدها ذهب لسوريا للقتال، الى أن جاءني الخبر اليقين بعد سنة ، أن أبا حنصل سقط شهيدا في الميدان ، يقاوم العدوان كعادته دفاعا عن المظلومين و المستضعفين، سقط برصاصة  قناص جبان ، فاصيب في رأسه ومات في الحين .
 اصابني حزن قاتل و بكيت لثلاثة أيام ، وأنا أتذكر كلماته لما التقينا في مدينة فاس خلال زيارته للمستشفى برفقة أخته المريضة و التي كانت بحاجة الى عملية جراحية عاجلة على القلب:  ماذا عساني أفعل يا أخي أحمد فأنا عاجز عن توفير ثمن العملية وسأعيد أختي الى البيت لتموت ، واذا ماتت فلن أغفر لهذا النظام المفلس الذي تحكمه عصابات أعماها حب السلطة والمال والتكبر في الارض ، ولا يكترثون لهذا الشعب المسكين ، وأردف متسائلا و هو يقبض على ركبتيه بقوة: هل سنموت نحن أيضا على هذه الحال يا احمد مذلولين ضعفاء مقهورين ؟؟؟؟ ألا نستطيع فعل شيئ لتغيير هذا الواقع ، لقد حرمنا من تعليم جيد ثم لم نستطع الحصول على عمل محترم ، والآن نعيش النكبات يا أحمد ؟؟؟ .........
مسكين صديقي أبو حنصل، أسد صار ضحية ، و ضاع مستقبله على يد من لا يخاف الله ولا يحترم الإنسانية .   

الأحد، 25 أبريل 2021

قصيدة: اليأس في حضرة الإحتضار، للشاعر أبو زكرياء

في حضرة الإحتضار 




كنت أصعد عبر الأثير 

وأتناول من الحياة بعض القليل

مما أكرمته علي السماء

 ويد حنان أمي وعرق جبين أبي

وبعض من دلال إخوتي

كنت سعيدا ونشيطا، وشقيا

فانهال علي ركام ثقيل

وبعثر كل أحلامي

 وغير اهتمام يومياتي

ولم أعد كما كنت أذهب وآتي

واكتشفت أن في غابة الحياة 

لن أنال احترامي 

بقليل من الأماني 

بل هي حياة أمامي  

تدب فيها الحمى

على قبضة الحسام 

وقوة المقام 

بدأت فيها سيرة من الهيام 

في قفص سطره قدر بمقدار 

فانعزلت بغار وحدتي وأنا حائر 

أفكر وأحاور وجداني 

وحيد أنا فانسلخت عن ضعفي 

وصرت ثائرا أقاوم 

ويا ليتني لم أقاوم؟

لكنت الآن أداوم في حضرة الغياب

 مع معشر الكلاب

 فتات وليمة 

ملؤها السراب والتراب 

في مجلس الأتراب  

طرقت كل الأبواب 

ولم أجد غير باب 

رب الأرباب الذي من علي بالثواب



الخميس، 6 يوليو 2017

صديقي الشهيد أبو حنصل، قصة من وحي الواقع


صديقي الشهيد أبو حنصل، قصة من وحي الواقع 



صديقي أبو حنصل 
كان صديقي أبو حنصل قبل إستشهاده رحمه الله و تقبل منه ، يحكي لي عن معاناته النفسية مع الفقر و الحرمان، لكن رغبته  و إرادته القوية في أن يصنع من نفسه شخصا مهما يخدم العدالة و الإنسانية والحق، من خلال منهجه في الدعوة الى الاسلام، و نشر  مبادئ الاحسان الى الناس رغم اختلاف ملتهم و طوائفهم . 
كان قلبه طيبا وشجاعا لا يخشى في الله لومة لائم ، و لا يكره أحدا ، إلا الظالمين و المتكبرين و مصاصي دماء الفقراء .
أتذكر أننا في ليلة من الليالي ونحن عاكفون في أحد الإعتصامات الإحتجاجية ضد الفساد و الإستبداد السياسي،  منذ عشرين سنة في الرباط، وكنا لا نزال ندرس في الجامعة ، بعد إنتهاءنا من ذلك الحدث النضالي، جلسنا فوق حائط قصر الودايا يطل على البحر، نحكي عن أحلامنا و نتساءل عن هذا القرن الجديد الذي نحن بصدد الدخول إليه ذلك العام ، على الرغم من النكبات التي ستأتي و توالي  الإنكسارات و الهزائم التي تلاحق شعوبنا في مواجهة خصوم الإنسانية، إضافة إلى الغموض الذي يواجهه مستقبلنا الذي نحلم به  كشباب ينشد التغيير و يملك أحلاما مثالية بريئة سرعان ما تنكسر أمام واقع قاسي، وغير مستقر في مغرب الفوارق و الفساد والظلم.
قال لي أبو حنصل المسكين:  و هو يحكي عن زيارته الأخيرة لبلدته البعيدة في عمق جبال الأطلس الصامدة ، أتدري يا أحمد أنا حزين على نفسي و أنا أتذكر ذلك اليوم الذي إستقبلني فيه والدايا، و لأول مرة  نظرت الى وجهيهما بكل تمعن، و هما نائمين القيلولة في الفناء، و تأملت سحناتهما جيدا.
وأضاف و هو يبكي: أتدري يا صديقي رأيت الشيب يعلو فوق رأسيهما و الشيخوخة نالت من جسدهما ، بقيت أنظر اليهما كأنني لم أراهما من قبل ونفسي تبكي يا صديقي لأنني منذ سنين وأنا كنت مشغولا بنفسي ولم أنظر الى قسمات وجهيهما، وانتابني احساس بالخوف والحزن، لأن والدي صارا عجوزين وضعيفين و سيحتاجان الى من سيتكفل بهما، وفكرت في الموت ولوعة الفراق الذي سيأتي يوما ما لا محالة، وبكيت في أعماق نفسي أسفا على نفسي لأني سأخذلهما بسب عجزي و حرماني و فقري في هذا الوطن الجريح الذي يحكمه المال والقوة ، و الفوارق الإجتماعية التي تمارس مستقبلي  لأول مرة وأنا في بداية مشواري في الحياة، و اكتشفت قساوة  العالم من حولي وفهمت سر الوجود و ما يحكم  العلاقات البشرية، التي يسيطر عليها منطق القوة وليس منطق الحق والعدالة والمساواة .
 و أضاف أبو حنصل المسكين و علامات الأسى واليأس تملئ تعابير وجهه : 
إن  إحساسي بالشفقة و الحنان تجاه منظر والداي خلال ذلك اليوم يا لن يفارق تفكيري مهما حييت، لأني اكتشفت دورهما في تكوين شخصيتي و بناء حياتي ومدى مساندتهما لي في كل مراحلها  وتضحيتهما من أجل بناء مستقبلي وسعادتي .
بكى أبو حنصل ذلك اليوم و أبكاني معه، لتنتهي تلك الأيام بفراقنا بعد نهاية السنة الدراسية و عودتنا إلى ديارنا و نحن نقرأ دائما قول ربنا في سورة البقرة : 
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا  لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا  رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا  رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ  وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا  أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
 البقرة (286﴾.
بعد سنين من ذلك اليوم الحزين، و بعد انتهاء مسارنا الدراسي، و دخولنا في مرحلة جديدة، عالم قاسي و مجهول، فقد إختطفنا واقع البطالة و الضياع والصراعات السياسية الهامشية، تلك الحياة التي كان يخشاها صديقي حنصل، هموم أخرى كانت تنتظرنا و هي البحث عن عمل شريف يكفي حاجتنا في العيش الكريم.
في أحد أيام خريف 2009 حيث كنت بصدد القيام ببعض الأعمال التجارية البسيطة بمدينة فاس، لمحت شخصا أمامي يشبه صديقي حنصل برفقته إمرأة تمشي بخطى ثقيلة ،أشرت إليه بيدي و إقتربت منه و أنا أبتسم، أهلا بك يا صديقي فتعانقنا طويلا و تصافحنا، و جلسنا طويلا و نحن نتذكر تلك الأيام التي خلت، نسترجع خلالها بعض الأحداث المميزة، و عن حالنا و أحوال عائلتينا.
كان في زيارة للمستشفى، برفقة أخته وهي مريضة  جدا، جلسنا وتذاكرنا و ضحكنا و تجادلنا لمدة ساعات، وتكلمنا في السياسة والدين والعائلة والعمل و تكلمنا عن الرفاق والاخوان والسلفيين والأمازيغية و المخزن و وأحوال المدينة و القرية ، وتفرقنا مرة أخرى على أمل اللقاء في مناسبة أخرى.
 
و بعد انطلاق ربيع التغيير سنة 2011 و تزعزعت خلاله عروش بعض الأنظمة الفاسدة، و سقط بعض الديكتاتوريين في مصر وتونس و اليمن و العراق..... من حكام العرب المجرمين، و إنقطعت خلاله أخبار صديقي  أبي حنصل و لم اعد اسمع عنه شيئا ، وسألت عنه معارفه والعائلة ، وقيل لي ربما رحل الى أوروبا و منهم من قال يعيش في  طنجة وبعدها ذهب لسوريا للقتال، الى أن جاءني الخبر اليقين بعد سنة ، أن أبا حنصل سقط شهيدا في الميدان ، يقاوم العدوان كعادته دفاعا عن المظلومين و المستضعفين، سقط برصاصة  قناص جبان ، فاصيب في رأسه ومات في الحين .
 اصابني حزن قاتل و بكيت لثلاثة أيام ، وأنا أتذكر كلماته لما التقينا في مدينة فاس خلال زيارته للمستشفى برفقة أخته المريضة و التي كانت بحاجة الى عملية جراحية عاجلة على القلب:  ماذا عساني أفعل يا أخي أحمد فأنا عاجز عن توفير ثمن العملية وسأعيد أختي الى البيت لتموت ، واذا ماتت فلن أغفر لهذا النظام المفلس الذي تحكمه عصابات أعماها حب السلطة والمال والتكبر في الارض ، ولا يكترثون لهذا الشعب المسكين ، وأردف متسائلا و هو يقبض على ركبتيه بقوة: هل سنموت نحن أيضا على هذه الحال يا احمد مذلولين ضعفاء مقهورين ؟؟؟؟ ألا نستطيع فعل شيئ لتغيير هذا الواقع ، لقد حرمنا من تعليم جيد ثم لم نستطع الحصول على عمل محترم ، والآن نعيش النكبات يا أحمد ؟؟؟ .........

مسكين أبو حنصل الأسد الذي صار ضحية ، و أغتصب مستقبله و حاضره و ماضيه من طرف من لا يخاف الله ولا يرحم الرعية .   

الأربعاء، 5 أبريل 2017

تعليم عزف الجيتار

الجيتار الجيتار آلة موسيقية سداسية الأوتار ذات صندوق صوتي كبير ومسطّح الظّهر، يتمّ العزف عليها بالنقر على الأوتار أو باستخدام ريشة معدنيّة أو عاجيّة، وفي حوالي القرن الثّاني عشر الميلادي اشتهرت إسبانيا بشعبيّة واسعة في العزف على الجيتار، وللجيتار أربعة أنواع؛ هي الجيتار الكلاسيكي وهو النّوع الأكثر انتشاراً، والجيتار أكوستيك وهو أفضل أنواع الجيتار لأنّه قادر على عزف جميع أنواع الموسيقى، وباقتنائه يمكننا الاستغناء عن أنواع الجيتار الأخرى، والجيتار الكهربائي، ويعمل هذا الجيتار على الكهرباء ويفقد جزءاً من أجزاء الجيتار الأساسية وهو الجسم، ولكن لديه خاصيّة المستشعرات التي تقوم بالتقاط الصوت وبالتالي الاستغناء عن الجسم. الجيتار من الآلات الممتعة للتعلّم سواء عن طريق دروس مهنيّة في معهد أو التعلّم الذّاتي في البيت، وحتى تبدأ بتعلّم الجيتار لا بدّ من توفر الآلة لأنّها الأساس، فيُمكنك في البداية استئجار إحدى الآلات من صديق أو محلّ لبيع وتأجير الآلات الموسيقية، ومن الأفضل أن تقابل شخصاً خبيراً في آلة الجيتار حتّى يشرح لك أنواع الجيتار، وأيَّ نوع يتماشى مع هدفك من تعلّم الجيتار، وبعد اختيار الآلة المناسبة عليك اتّباع الإرشادات التالية لتتمكن من العزف على الجيتار بمهارة. تعليم عزف الجيتار من الضّروري قضاء بعض الساعات في تعلّم أجزاء آلة الجيتار، ووظيفة كل جزء وطريقة شدّ الأوتار وضبط الآلة. ابدأ بتعلّم الأساسيّات عن طريق أحد الكتب أو دروس الفيديو على موقع يوتيوب، لا تعتقد أنّك ستعزف مقطوعة كاملة لأغنية من أول مرة، إذ عليك ممارسة التمارين لعدة أيام والتدّرب لأطول فترة ممكنة. حاول أن تجد دروس تعليم عزف الجيتار على المواقع الإلكترونية للمبتدئين، وهذا سيسهل عليك التعلّم وسيقودك خطوة بخطوة لإتقان المقطوعات. في البداية ستشعر بألم في أصابعك، لأنك تحتاج لوقت كي تتعود على الأوتار، ومع الوقت ستقوى يداك وتعتاد على الأوتار. ابحث عن المقطوعات المحبّبة إليك والتي تجدها سهلة، ممّا سيجعل تجربة العزف لديك ممتعة ويرتفع مستوى أدائك بسرعة. يوجد طريقتان لقراءة كودات الجيتار هما الطريقة الحرفيّة وطريقة التابات، إذا كنت تفضّل إحداهما على الأخرى فاستخدم المفضّلة لديك، ولكن من المهم فيما بعد أن تتقن الطريقتين. في حال وجود قريب أو صديق يعزف آلة الجيتار باحتراف لا تتردد في العزف معه حتى تحصل على النّصائح والخبرة. عليك محاولة تعلّم العزف بطرق مختلفة، ممّا يساعدك على اكتساب المرونة في التّنقل بين الأوتار. باتّباع هذه النّصائح ومع الاستمرار والمواظبة يومياً على التمرين على الأقل لمدة ساعة، ستتمكن خلال فترة قصيرة من إتقان العديد من المقطوعات الموسيقية، وسيصبح الجيتار صديقك المفضل.

طريقة العزف على الجيتار

الجيتار غالبيّة النّاس يعشقونَ صوت العزف على الجيتار، وبالأخص فئة الشباب، فنجدُ العديد من الشباب والشابّات يتسابقونَ لتعلُّمه والالتحاق إلى فرقِ عزفهِ في المدارس أو الجامعات، فمنذُ القدم والجيتار يُعتبرُ من الآلات الموسيقيّة المُثيرة وكُل من يعزفُ عليه يُعتبرُ شخصاً مُثيراً ورائعاً، عدا عن كونه من الهوايات المُنتشرة في جميع أنحاء العالم وبشكلٍ واسعٍ وكبير، قد يكونُ العزف على الجيتار صعباً في البدائة، ولكن مع التدريب المُستمر يُصبِحُ أمراً سهلاً وكأنّهُ بالفطرة. الجيتار هي آلة موسيقيّة مشهورة تُصنّف من الآلات الوتريّة، وهي عبارة عن صندوق خشبيّ عليهِ أوتارٌ خاصّة لإصدار الأصوات، والجيتار من الآلات سهلة الحمل والترحال. طريقة العزف على الجيتار تعلُّم الأساسيّات التعرُّف على أجزاء الجيتار، سواء أكانَ الشخص يتدرَّب على عزف الجيتار الصوتيّ أو الكهربائيّ، يبقى هيكلهُ في الأساس من المعدن والخشب، وحِبالٍ من الأوتار التّي تهتزُ لإصدارالصوت، والهيكل الخشبيّ يعمل على خلق الصدى الذّي يُصدر تلك النغمات الرائعة التّي نسمعها. حمل الجيتار بالطريقة الصحيحة، قبلَ البدء بمحاولة العزف، يجب التأكُّد من حمل الجيتار بالطريقة الصحيحة للتمكُّن من العزف براحة، وجعل طريقة الجلوس مُلائمة ومُريحة. ضبط الجيتار، فليسَ من المُمتع العزف على جيتارٍ غير مضبوط، لأنّهُ سيصدر أصواتاً مُختلفة وفيها نشازٌ واضح، لذلِكَ وقبل البدء يجب ضبطه في المحل قبلَ الشراء، أو ضبطهِ في المنزل إذا كانّ ذَلِكَ بالإمكان. التدرُّب على تحريك المفاتيح، وهيَ تلكَ الموجودة في نهاية الجيتار، وتكونُ مربوطة بالأوتار، بحيث تعمل على تفريق كُل نوطة عن الأخرى. الإمساك بالمِعول، وهوَ الأداة الصغيرة التّي يتمّ تمريرها على الأوتار لإصدار الأصوات، وبالإمكان الاستغناء عنها واستخدام اليدين بدلاً منها. العزف على الحبال التعرُّف على الحبال الأوليّة، وهيَ عبارة عن مجموعة مُتناغمة تتألّف مِن ثلاث نوطات، وللمُبتدئين بعزف الجيتار هُنالِكَ مجموعتين من الحبالهما الحِبال الأوليّة، والحبال الثانويّة. التدرُّب للحصول على صوتٍ صافٍ، فمن المُهم البدء بالحصول على النغمات الواضحة والتفرقة بينَ الأوتار أثناء العزف. مُشاهدة فيديوهات للعزف، وهُنالِكَ العديد من الفيديوهات على الإنترنت لمُساعدة المُبتدئين لتعلُّم العزف على الجيتار. الذهاب إلى معاهد التدريب، هُنالِكَ العديد من المعاهد المُختصّة بتعليم العزف على مُختلِف الآلات الموسقيّة، فيتواجدُ فيها الأشخاص المُختصّين والمُحترفين. قراءة الكُتب، فبعض الكُتب تحتوي على طُرقٍ لتعلُّم العزف على الجيتار، وتحتوي على نوطاتٍ موسيقيّة يستطيع الشخص الإستعانة بها في العزف لأوّل مرّة. الالتزام بالعزف التعوُّد على ألم الأصابع، فالعزف على الجيتار لمُدّةٍ طويلة سيؤدّي إلى ألمٍ في الأصابع، لذلِكَ على الشخص إمّا التعوّد على الألم، أو إيجاد بعض الحلول لتخفيفه. التدرُّب المُستمر، فالعزف كغيرهِ مِن الهوايات، يحتاجُ إلى العديد من الساعات لإتقانهِ جيّداً، لذلِكَ على الشخص تحديد ساعة مُحدّدة يوميّاً للتدرُّب فيها.

واقع الموسيقى الأمازيغية الريفية بين الالتزام و الارترزاق و غياب الآفاق

رغم غياب التشجيع و الدعم و قلة الامكانيات استطاعت  الأغنية الأمازيغية الريفية خلال العقود الأخيرة  أن تتطور بشكل متسارع و ملحوظ ، سواء في ايقاعاتها و متونها ، أوباعتمادها على المقاييس و المعايير الحديثة ، ويرجع ذلك الى تراكم رصيد مهم و متنوع من التجارب و الابداعات الموسيقية منذ السبعينات من القرن الماضي ، حيث شهد بروز تجارب موسيقية متميزة  بفضل عدة عوامل  ساعدت على المضي قدما في البحث عن الافضل  و الانفتاح و مسايرة موجات موسيقية عالمية انطلاقا من تجارب  الشعوب الاخرى ، كما ساعد ادخال أساليب ووسائل جديدة في تطوير الموسيقى الريفية الامازيغية و انتشارها .
لكنه على الرغم من هذا التطور و التميز للموسيقى الأمازيغية الريفية ، فانها واجهت و تواجه عدة صعوبات و عراقيل تحاصر الفنان الريفي من كل جهة مثل تراجع الموسيقى الملتزمة و انتشار موسيقى الرصيف التي تهدف الى تحقيق الربح المادي على حساب الذوق و المعايير التي يتميز بها الشعر الأمازيغي و طريقة القائه ، حيث يتم  استقدام ايقاعات جاهزة و تفريغ كلمات أمازيغية فيها الأمر الذي يعطينا منتوجا مشوها في الشكل و المضمون ، ويساهم في تدهور الذوق و الموسيقى عموما .
أما المشكل الأساسي الذي سأركز عليه في هذا الموضوع ، هو علاقة التنافر و البعد بين الفنان الأمازيغي الريفي و المؤسسات المخزنية و القطاعات الموازية لها مثل المعاهد و النقابات و الجمعيات الموسيقية ، وغالبا ما تأثرت هذه العلاقة بالظروف السياسية و الاجتماعية التي طبعت السنوات الماضية خصوصا ما كان يسمى بسنوات الرصاص ، حيث ساد القمع و التضييق على الابداع ، الى جانب التهميش و العنصرية التي كانت تمارس على اللغة والثقافة الأمازيغية من طرف شرذمة من القوميين و المتأثرين بالنزعة الفاشية البعثية القادمة من الشرق ، و الذين سيطروا على المجال الثقافي و الفني و الفكري المغربي ،كما أن واقع الفساد و الرشوة و تمييع الساحة الثقافية ساعد على  هذا التنافر و البعد، و أنتج نخبة من المثقفين و الفنانين الريفيين اعتمدو على الذات للنهوض بالميدان الابداعي اعتمادا على الموارد و الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها الثقافة الأمازيغية و تراثها الحضاري العريق الذي تم تهميشه من طرف العروبيين و الثقافات الدخيلة .
ان هذا التنافر بين الفنان الموسيقي الريفي و العمل المؤسساتي النقابي و المهني في علاقته بالنفوذ المخزني و أذنابه ، أنتج شرذمة من السماسرة و المرتزقة الذين و جدوا الساحة فارغة و الطريق معبد حيث عملوا على تمييع المجال و قتل المواهب الراقية و تشجيع ذوي النفوس الضعيفة الراغبين في الكسب المادي على حساب الابداع و الكرامة ، فهؤلاء السماسرة الذين لاتربطهم أية علاقة بالابداع الموسيقي سوى عملهم كموظفين أو مستخدمين في مؤسسات عمومية تابعة لكل من وزارات  الثقافة ، والاتصال ، و الشبيبة و الرياضة وباقي القطاعات التي تتحكم في المجال الموسيقي و الفني ، و استطاعوا أن يربطوا شبكة من العلاقات الزبونية من داخل لوبي الفساد الذي شجع ظاهرة الفوضى و التشرذم في الساحة ، و استطاعوا من انشاء جمعيات و نوادي و نقابات احتكرت مواقع تمثيل الموسقيين في الريف ، و جعلت منهم وسيلة لكسب الاموال في المهرجانات الموسيقية و المناسبات الأخرى .
و صار الفنان الموسيقي في الريف رهينة في يد هؤلاء السماسرة الذين يعملون على استغلاله و احتقاره و تهميشه ، و استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم وكلاءا صوريين و مديروا أعمال لبعض الشباب يستغلون ضعفهم وعدم تكتلهم في اطارات قوية تدافع عن مصالحهم و حقوقهم أمام هذا اللوبي الزاحف والموغل في الميدان الاعلامي و الاداري و الانتاج الفني ، و أصبحوا أسيادا في الميدان يملكون مفاتيح السر في كل مكان يعرفهم القاصي و الداني في مدينة الحسيمة ، تستقبلهم قنوات الصرف الصحي في برامجها الفنية ليتكلموا عن واقع لا يمثلونه و لا يعنيهم ،  بل وصل الامر بأحدهم أن صار يملك القدرة على توفير تأشيرات السفر لكل من يريد المشاركة في نشاط موسيقي خارج المغرب ، و التورط في الهجرة السرية باسم الموسيقى و الفن ، على غرار عمليات تصدير العاهرات نحو امارات الخليج و هن يحملن جوازات سفر تحمل صفة  فنانة ، و هي ظاهر معروفة في المغرب تقع على مرئى و مسمع الجميع تتورط فيها .

لكن الغريب في الامر أن هؤلاء السماسرة النشيطين في الحسيمة و الذين يعملون في قطاعات تابعة لوزارة الثقافة و الاتصال و الشبيبة والرياضة ، لا تربطهم أية علاقة باللغة و الثقافة الامازيغية لأن معضمهم لا يتكلمون الا الدارجة المغربية و لا تربطهم غيرة نفسية بالابداع الأمازيغي سوى الكسب غير المشروع  و الاسترزاق المادي على حساب الفن والثقافة الأمازيغية التي يضحي أبناءها بالغالي و النفيس من أجل فك العزلة عنها و تطويرها لتنجوا من الانقراض و الاندحار، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه ، متى سنتحرر من الوصاية و الاستغلال المفروض علينا من طرف لوبي الفساد والاستبداد ....؟؟؟؟؟