مساحة اعلانية

﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188].

انضموا الينا عبر الروابط التالية

الأربعاء، 5 أبريل 2017

واقع الموسيقى الأمازيغية الريفية بين الالتزام و الارترزاق و غياب الآفاق

بواسطة : moudawanat مدونات وأخبار ⵎⵓⴷⴰⵡⴰⵏⴰⵜ بتاريخ : أبريل 05, 2017
رغم غياب التشجيع و الدعم و قلة الامكانيات استطاعت  الأغنية الأمازيغية الريفية خلال العقود الأخيرة  أن تتطور بشكل متسارع و ملحوظ ، سواء في ايقاعاتها و متونها ، أوباعتمادها على المقاييس و المعايير الحديثة ، ويرجع ذلك الى تراكم رصيد مهم و متنوع من التجارب و الابداعات الموسيقية منذ السبعينات من القرن الماضي ، حيث شهد بروز تجارب موسيقية متميزة  بفضل عدة عوامل  ساعدت على المضي قدما في البحث عن الافضل  و الانفتاح و مسايرة موجات موسيقية عالمية انطلاقا من تجارب  الشعوب الاخرى ، كما ساعد ادخال أساليب ووسائل جديدة في تطوير الموسيقى الريفية الامازيغية و انتشارها .
لكنه على الرغم من هذا التطور و التميز للموسيقى الأمازيغية الريفية ، فانها واجهت و تواجه عدة صعوبات و عراقيل تحاصر الفنان الريفي من كل جهة مثل تراجع الموسيقى الملتزمة و انتشار موسيقى الرصيف التي تهدف الى تحقيق الربح المادي على حساب الذوق و المعايير التي يتميز بها الشعر الأمازيغي و طريقة القائه ، حيث يتم  استقدام ايقاعات جاهزة و تفريغ كلمات أمازيغية فيها الأمر الذي يعطينا منتوجا مشوها في الشكل و المضمون ، ويساهم في تدهور الذوق و الموسيقى عموما .
أما المشكل الأساسي الذي سأركز عليه في هذا الموضوع ، هو علاقة التنافر و البعد بين الفنان الأمازيغي الريفي و المؤسسات المخزنية و القطاعات الموازية لها مثل المعاهد و النقابات و الجمعيات الموسيقية ، وغالبا ما تأثرت هذه العلاقة بالظروف السياسية و الاجتماعية التي طبعت السنوات الماضية خصوصا ما كان يسمى بسنوات الرصاص ، حيث ساد القمع و التضييق على الابداع ، الى جانب التهميش و العنصرية التي كانت تمارس على اللغة والثقافة الأمازيغية من طرف شرذمة من القوميين و المتأثرين بالنزعة الفاشية البعثية القادمة من الشرق ، و الذين سيطروا على المجال الثقافي و الفني و الفكري المغربي ،كما أن واقع الفساد و الرشوة و تمييع الساحة الثقافية ساعد على  هذا التنافر و البعد، و أنتج نخبة من المثقفين و الفنانين الريفيين اعتمدو على الذات للنهوض بالميدان الابداعي اعتمادا على الموارد و الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها الثقافة الأمازيغية و تراثها الحضاري العريق الذي تم تهميشه من طرف العروبيين و الثقافات الدخيلة .
ان هذا التنافر بين الفنان الموسيقي الريفي و العمل المؤسساتي النقابي و المهني في علاقته بالنفوذ المخزني و أذنابه ، أنتج شرذمة من السماسرة و المرتزقة الذين و جدوا الساحة فارغة و الطريق معبد حيث عملوا على تمييع المجال و قتل المواهب الراقية و تشجيع ذوي النفوس الضعيفة الراغبين في الكسب المادي على حساب الابداع و الكرامة ، فهؤلاء السماسرة الذين لاتربطهم أية علاقة بالابداع الموسيقي سوى عملهم كموظفين أو مستخدمين في مؤسسات عمومية تابعة لكل من وزارات  الثقافة ، والاتصال ، و الشبيبة و الرياضة وباقي القطاعات التي تتحكم في المجال الموسيقي و الفني ، و استطاعوا أن يربطوا شبكة من العلاقات الزبونية من داخل لوبي الفساد الذي شجع ظاهرة الفوضى و التشرذم في الساحة ، و استطاعوا من انشاء جمعيات و نوادي و نقابات احتكرت مواقع تمثيل الموسقيين في الريف ، و جعلت منهم وسيلة لكسب الاموال في المهرجانات الموسيقية و المناسبات الأخرى .
و صار الفنان الموسيقي في الريف رهينة في يد هؤلاء السماسرة الذين يعملون على استغلاله و احتقاره و تهميشه ، و استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم وكلاءا صوريين و مديروا أعمال لبعض الشباب يستغلون ضعفهم وعدم تكتلهم في اطارات قوية تدافع عن مصالحهم و حقوقهم أمام هذا اللوبي الزاحف والموغل في الميدان الاعلامي و الاداري و الانتاج الفني ، و أصبحوا أسيادا في الميدان يملكون مفاتيح السر في كل مكان يعرفهم القاصي و الداني في مدينة الحسيمة ، تستقبلهم قنوات الصرف الصحي في برامجها الفنية ليتكلموا عن واقع لا يمثلونه و لا يعنيهم ،  بل وصل الامر بأحدهم أن صار يملك القدرة على توفير تأشيرات السفر لكل من يريد المشاركة في نشاط موسيقي خارج المغرب ، و التورط في الهجرة السرية باسم الموسيقى و الفن ، على غرار عمليات تصدير العاهرات نحو امارات الخليج و هن يحملن جوازات سفر تحمل صفة  فنانة ، و هي ظاهر معروفة في المغرب تقع على مرئى و مسمع الجميع تتورط فيها .

لكن الغريب في الامر أن هؤلاء السماسرة النشيطين في الحسيمة و الذين يعملون في قطاعات تابعة لوزارة الثقافة و الاتصال و الشبيبة والرياضة ، لا تربطهم أية علاقة باللغة و الثقافة الامازيغية لأن معضمهم لا يتكلمون الا الدارجة المغربية و لا تربطهم غيرة نفسية بالابداع الأمازيغي سوى الكسب غير المشروع  و الاسترزاق المادي على حساب الفن والثقافة الأمازيغية التي يضحي أبناءها بالغالي و النفيس من أجل فك العزلة عنها و تطويرها لتنجوا من الانقراض و الاندحار، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه ، متى سنتحرر من الوصاية و الاستغلال المفروض علينا من طرف لوبي الفساد والاستبداد ....؟؟؟؟؟             

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

الأرشيف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث

Freedom House Launches New Reporting Tool to Combat Spyware and Surveillance Technology

Standardized  template  will help civil society inform regulators about harmful products and practices . The global proliferation of commerc...

المتابعون

مدونات وأخبار ⵎⵓⴷⴰⵡⴰⵏⴰⵜ MOUDAWANAT

مدونات وأخبار ⵎⵓⴷⴰⵡⴰⵏⴰⵜ MOUDAWANAT
رصد الخبر بكل مصداقية وشفافية وحياد

شاركونا عبر الروابط التالية

جميع الحقوق محفوضة لذى مدونات وأخبار ⵎⵓⴷⴰⵡⴰⵏⴰⵜ moudawanat © 2016-2025 | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تطوير : حكمات