Translate

الأربعاء، 22 فبراير 2017

إلى من يهمه الأمر : “صرخة استغاثة” من المعتقلين الإسلاميين بفاس



بسم الله الرحمن الرحيم



توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين عن طريق العوائل بصرخة استغاثة من المعتقلين الإسلاميين القابعين بسجن رأس الماء 1 بفاس بالتزامن مع ذكرى احتجاجات 20 فبراير إلى من يهمه الأمر هذا نصها :
من المعتقلين الإسلاميين بفاس إلى من يهمه الأمر : “صرخة استغاثة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و رضي الله عن الصحابة و التابعين و من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين و بعد،
عصفت رياح ما اصطلح عليه بالربيع العربي و هبت نسائمه على بلادنا فخرج الشعب المغربي بتاريخ 20 فبراير 2011 يرفع شعارات يطالب من خلالها بمحاربة الفساد، فكان خطاب ملك البلاد في 09 مارس 2011 بمثابة تجاوب فوري مع نبض الشارع، و في نفس السياق أبرم اتفاق 25 مارس التاريخي الذي أحيا الأمل في قلوب المئات من المعتقلين الإسلاميين و عائلاتهم و محبيهم.
وشكل دستور 25 يوليوز من نفس السنة الترياق الذي تم به تجاوز هذا الإعصار الذي عصف بأنظمة العديد من الدول العربية، و أدخلها في دوامة من اللااستقرار  السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الأمني.
و اعتبر العديد من المتتبعين دستور 2011، دستور الحريات العامة و الحقوق الأساسية بامتياز، فقد نص الفصل 22 من الباب الثاني من هاته الوثيقة أنه : “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص في أي ظرف و من قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة.
لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية. ممارسة التعذيب بكافة أشكاله و من قبل أي أحد، جريمة يعاقب عليها القانون.”
كما تنص الفقرة الرابعة من الفصل 23 من نفس الباب على أنه : “يتمتع كل شخص معتقل بحقوق أساسية و بظروف اعتقال إنسانية، و يمكنه أن يستفيد من برامج للتكوين و إعادة الإدماج.”.
غير أننا و بعد خمس سنوات من تبني هذه الوثيقة و في خرق سافر لمقتضيات و منطوق دستور 25 يوليوز 2011، و ضدا للتوجهات العامة بالبلاد القاضية بأنسنة السجون و تغليب فلسفة الإصلاح و الإدماج على فلسفة العقاب، و كون العقوبة السجنية سالبة للحرية وليست حاطة لكرامة الإنسان، و بعد تغييب تام لمضامين توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة التي اعتبرت حينها صمام الأمان يحول دون تكرار الانتهاكات السابقة، نتعرض لأشد أنواع المعاملة القاسية و الحاطة من الكرامة الإنسانية، و يا ليت شعري اقتصرت هذه الخروقات على ذواتنا لكنها شملت أهالينا و أبناءنا و صرنا رهائن لتوازنات جيوسياسية و شماعة تعلق عليها كل الإخفاقات.
فهذه صيحة استغاثة من أقبية مظلمة إلى جميع الجهات الرسمية المتدخلة في ملفنا و كذا إلى جميع الأحرار ببلادنا أن يهبوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آدميتنا، و يمسحوا دموع أطفالنا الذين يتموا قسرا و أن يرفعوا الضيم عن زوجاتنا اللاتي رملن و نحن أحياء و يرحموا ضعف أمهاتنا اللاتي ثكلن و أبناؤهن في قبور الأحياء مدفونين.
و السلام
المعتقلون الإسلاميون بسجن رأس الماء 1 بفاس
20-02-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق