Translate

الأحد، 1 يناير 2017

كيف نحرر الحراك الشعبي من النخب الريعية و الانتهازيين (الجزء3)




اعتمد المخزن عبر تاريخه الطويل على نخبة المجتمع لخدمة مشروعه السياسي الذي لا يقبل التداول والتناوب ، حتى ولو سمح  بوجود التعددية السياسية الحزبية شكليا ، وتبنى مبدأ الانتخابات النيابية على غرار الانظمة السياسية الحديثة ، لكنه على  عدم خروجها عن سيطرته  وتوجيهاته عبر التدخل في نتائج الانتخابات و السيطرة على الأحزاب باتباع مجموع من الآليات مثل التمويل و الدعم المالي و فرض قيادات تابعة للمخزن و حريصة على مصالحه الى جانب قمع كل الأصوات و التنظيمات المستقلة التي تعارض توجهاته .
ان هذه الأحزاب و النخب السياسية في نظر المخزن مجرد امتداد لمشروعه الذي لا يقبل المراجعة و النقد ، وتلك التنظيمات لا تملك أية استقلالي في تقرير مصيرها السياسي خارج الاجماع الذي يضعه المخزن فيما يخص التخطيط و الممارسة ، فحكومة بن كيران مثلا تمتلك صلاحيات مهمة في اتخاذ القرارت السياسية اعتمادا على نص الدستور الجديد ، لكن النخبة التي تقود هذه الأحزاب لا تستطيع أن تنافس النموذج الأحادي الجانب للمخزن الذي لا يسمح بمنافسته و لا يقبل المراجعة كما يقدم نفسه القوة الوحيدة التي تملك السيادة .
يطلق مصطلح النخبة على الصفوة من المجتمع التي تسيطر على دواليب السلطة و الاقتصاد و الجيش و الدين على حساب الفاعلين الاجتماعيين الآخرين مثل الفلاحين و العمال و العبيد الجدد ، الذين يقتصر دورهم في الخضوع و الاستسلام ، و السر في هيمنة هذه النخب يعود الى كونها أقلية منظمة و ذات مؤهلات و قدرات اكتسبتها عبر مرور الزمن بالاعتماد على العادات  و التقاليد التي راكمت بسسبها امتيازات سياسية واجتماعية ساهمت في هذه السيطرة ، نأخذ نموذج ادعاء النسب الشريف أو الانتماء الى آل البيت هو ذريعة سائدة في المجتمعات الاسلامية للسيطرة على الحكم سنه فقهاء السلاطين العرب لابقاء الخلافة تقتصر على عرب قريش ، مع العلم أن الدين الحنيف حذر من دعاوي الجاهلية التي تعتمد على العصبية  القبلية و العائلية و العرقية ، الى جانب النسب الفئوي هناك الموقع الطبقي مثل الانتماء الى طبقة الاقطاع و البورجوازية الحضرية ، و تتعرض هذه النخب للتغيير و التبديل بتغير الحكام و الانظمة لأسباب طبيعية مثل الوفاة أو أسباب أخرى كالازاحة والتنازل أو الثورات العنيفة التي تأتي بالتغيير الجذري ، و غالبا ما يلجأ الحاكم الجديد الى صناعة نخب جديدة على غرار ما نراه في المغرب حيث لجأ القصر بعد وفاة الحسن الثاني الى تغيير رجالات العهد السابق بأعيان جدد بل تم التخلي عن الأحزاب القديمة و محاولة خلق أحزاب بديلة تحاول احتكارالواقع السياسي و استقطاب تلك النخب اليها ، حيث تم تأسيس حزب الأصالة و المعاصرة الذي جمع في صفوفه خليطا من النخب اليسارية الغلمانية و الأعيان الجدد من أبناء رجالات المخزن السابقين و آخرون جدد تسلقوا سلم السلطة بفضل الخدمات التي قدموها ..؟؟.
و غالبا ما تكون مصالح هذه النخب  تتناقض مع مصالح الجماهير الشعبية التي تتبنى اما العمل الاحتجاجي للدفاع عن مصالحها أو الاستسلام السلبي الخانع للاستغلال و الاستبداد و غالبا ما يكون السبب هو الوعي بالواقع و الذي تساهم فيه البنية التعليمية السائدة و التأثيرات الأخرى الخارجية منها و الداخلية  ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق