الرئيسية » كتاب الرأي » الريسوني: يكتب عن أحداث الريف والإرهاب ومقررات التربية الإسلامية وعزل الأئمة ومنع النقاب
الجمعة، 19 مايو 2017
الريسوني: يكتب عن أحداث الريف والإرهاب ومقررات التربية الإسلامية وعزل الأئمة ومنع النقاب
بواسطة :
moudawanat مدونات وأخبار ⵎⵓⴷⴰⵡⴰⵏⴰⵜ
بتاريخ :
مايو 19, 2017
د.أحمد الريسوني – هوية بريس
قال الله
تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا
تَخَيَّرُونَ}. هذه الآيات من سورة القلم لم أسُقْها لتفسيرها ولا للاستشهاد بها،
وإنما سقتها فقط للاستظلال بظلالها، في هذه الأجواء المغربية الحارة، التي بدأ
لهيبها يلفح الوجوه، سياسيا وطبيعيا…
فغضبُ أهل
الريف يتواصل وبتصاعد، ولم تنفع معهم لا العصا ولا الجزرة، فبدأت المناداة
بالتخوين والدفع نحو الحسم العسكري… نسأل الله السلامة والعافية.
وأنا أنصح وزير
الداخلية نصيحةً عاجلة، لكنها غير مخلصة، وهي أن ينقل مهرجان موازين على جناح
السرعة، من الرباط إلى مدينة الحسيمة ونواحيها، فلعل وعسى…
وعلى كل حال
فغضب أهل الريف في الحقيقة مجرد نموذج لما يعتمل في مختلف المدن والقرى المغربية
الأخرى. فالأسباب واحدة، والمشاعر واحدة، والمطالب واحدة، وإنْ تفاوتت التعبيرات
واختلفت المواقيت.
ومؤخرا مرت بنا
الذكرى 14 للعمل الإجرامي الإرهابي ليوم 16 ماي، فأعادت إلى أذهاننا تلك الحملات
العشوائية التي حصدت الأخضر واليابس، وزجت بالآلاف في السجون، وأكثرهم من الأبرياء
الغافلين. وما زال كثير منهم ومن أُسَرهم يتجرعون مرارة الظلم والتعسف.
وفي تلك الأيام
الحالكة من صيف 2003 كان قد كثر الحديث عمن يقفون وراء جريمة 16 ماي، وها هي
الدولة بكل إمكاناتها وأجهزتها -إلى اليوم- لم تكشف ولم توضح لنا ولا للتاريخ من
كان وراء تلك “الجريمة المنظمة”، ومن كان وراء أولئك الشباب المغرر بهم؟!
وأما “قوانين
جورج بوش” التي اعتمدت بالمغرب آنذاك، على عجل وتحت الضغط، فما زالت سارية المفعول
بأسوأ تأويلاتها وأقسى تطبيقاتها، وبسياطها يُعتقل اليوم ويحاكم ويجلد شباب مغاربة
مسالمون، علَّقوا بجملة أو جملتين على واقعة بعيدة عنا، بيننا وبينها آلاف
الكيلومترات، ولم يكن لذلك التعليق من قصد سوى إدانة الإرهاب الأكبر الذي يتعرض له
الشعب السوري الشقيق جهارا نهارا.
وفي خطوة
تعسفية استفزازية أخرى، قامت وزارة التعليم ومَن وراءَها بتنحية عدد كبير من الأطر
التربوية وغير التربوية من مناصبهم التي تولوها بكل جدارة واستحقاق، لا لشيء إلا
لكونهم ربما ينتمون، أو كانوا ينتمون، إلى جماعة العدل والإحسان.
وعلى هذا
المنوال وهذا النهج حاولت وزارة الداخلية أن تجر المجتمع المغربي إلى معركة غريبة
مفتعلة خاوية، اسمها “منع النقاب”…!
وتتواصل سياسة
الإهانة واستفزاز المواطنين من لدن وزارة الأوقاف، وذلك بالعزل المتواصل للخطباء
بدون شرع ولا قانون، ولا تفسير ولا تبرير، {فمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟
وأما وزير
الداخلية المكلف بوزارة التعليم، فلم يكد يفهم حرفا واحدا من ملف التربية
والتعليم، حتى أعلن -في أول قرار شجاع له- عزمه على تغيير مقررات التربية
الإسلامية، ووصَفَها بالعنف ضد الفلسفة، مع أن هذه المادة بالذات لم يجفَّ بعدُ
مداد كتابتها. وقد خضعت للتفتيش الدقيق والمراجعة الشاملة بأوامر وتوجيهات ملكية.
لكن الوزير المتخصص في مادة العنف لم يراع لا واجب التحفظ، ولا واجب التريث، ولا
واجب الحياد، ولا الجهل وعدم الاختصاص.
فهل أراد وزير
العنف أن يثبت جدارته بالتسلط على التربية والتعليم، ويُظهر أنه قادر على أن
“يربي” التربية الإسلامية وأهلها؟
مؤخرا حاولت
وزارة الداخلية الاستعانة بالأحزاب “الحاكمة” في دعم معالجتها لما تشهده منطقة الريف
من احتقان وتوتر، فلم تجد شيئا يعول عليه. والسبب معروف؛ وهو سياسة الدولة في
إضعاف الأحزاب الحقيقية وترويضها، مقابل خلق أحزاب سلطوية والنفخ فيها. وبهذا لا
تبقى أحزاب ذاتُ مصداقية، ولا منتخبون ذوو مصداقية.
وهذه السياسة
هي نفسها السياسة المتبعة مع العلماء والخطباء، حيث يتم القضاء على مكانتهم
ومصداقيتهم، فإذا دعوا يوما إلى محاربة التطرف والإرهاب والانحراف، أو معالجة مشكل
ما في المجتمع، لم يكن لهم قبول ولا تأثير.
لا شك أن الشعب
بكل أبنائه يتطلع إلى سياسات إصلاحية تصالحية حقيقية، ليس فيها إقصاء ولا استثناء،
وليس فيها التواء ولا التفاف، ولا كر وفر. وأما الأساليب السلطوية التحكمية
المعهودة، فقد تآكلت صلاحيتها وتلاشى مفعولها، ولا يصح إلا الصحيح.
إشترك بالقائمة البريدية
شارك معنا في القائمة البريدية للتوصل بأحدث المواضيع الخاصة بالمدونة أسبوعيا. وانظم إلى أزيد من
إشترك الان
مواضع مشابهة قد تعجبك
- Esta es la realidad que se vive todos los días
- كَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
- الريسوني: يكتب عن أحداث الريف والإرهاب ومقررات التربية الإسلامية وعزل الأئمة ومنع النقاب
- التغيير القسري لهوية المجتمع المغربي.. من أين وإلى أين؟؟
- هدم ضوابط الفهم ...هدم للشريعة
- الشيخ سلامة عبدالقوي يكشف مفاجآت صادمة تنشر لأول مرة عن الشيخ محمد حسان وأخوه محمود حسان وبرهامي
- الشيخ سلامة عبد القوى يكشف اكبر فضيحة لخالد الجندى
- صديقي الشهيد أبو حنصل، قصة من وحي الواقع
- مقال توفيق بوعشرين حول قوالب الوزراء في المغرب
- مذكرات تأبى الحفظ في الذكرى 13 لرحيل المناضل مصطفى الخطابي
- الوافي قجوع المقيم في بلجيكا يغادر السجن بعد اعتقاله على خلفية نشاطه في دعم حراك الريف
- نصيحة لكل المراهقين السياسيين والفاشيين أصحاب التفكير العرقي القبلي في الريف
- الى متى؟؟ سنتغير...؟؟ حتى نغير غيرنا...؟؟
- متحول جنسيً يثير الجدل في الوسط الرياضي النسوي الأمريكي بعد حصوله على الميدالية الذهبية في السباحة
- هيومن رايتس ووتش : دليل أدوات قمع المعارضة في المغرب من محاكمات على التعبير إلى ملاحقات جنائية
- الإتحاد الأوروبي يزود المغرب بأنظمة إلكترونية لإختراق الهواتف
التعليقات الموجودة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
الأرشيف
-
▼
2017
(440)
-
▼
مايو
(71)
- بسجن تيفلت 2: المعتقل الإسلامي البشير العمراني يضر...
- اعتقال المزيد من الوجوه البارزة في الحراك الشعبي ب...
- تصريح لآباء بعض المعتقلين في الحسيمة ماي 2017
- هذا هو قرار المحكمة الابتدائية بالحسيمة حول معتقلي...
- بلاغ لوكيل الملك بالحسيمة حول معتقلي الحراك الشعبي...
- أخبار عن اعتقال الزفزافي و نقله الى الدار البيضاء ...
- الحسيمة : احالة المعتقلين على خلفية أحداث الحراك ا...
- احتجاجات عائلات المعتقلين على هامش أحداث الحسيمة أ...
- تصريح للزفزافي ينكر فيه تهمة الانفصال
- اطلاق القنابل المسيلة للدموع بامزورن ليلة السبت Im...
- عاجل :مسيرات ليلية في عدة مناطق في الحسيمة و تدخل ...
- عاجل:نقل معتقلي الحسيمة الى مقر الفرقة الوطنية للش...
- مايسة سلامة الناجي تكتب عن حراك الريف بعد الهجوم ا...
- الهستيريا الجماعية ـ مايسة سلامة الناجي
- الوكيل العام يوجه تهما ثقيلة لنشطاء الحراك الشعبي ...
- اعتقال 26 شخصا من نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة
- مباشرة من الفضاء صور للقمر الاصطناعيNASA Live - Ea...
- تأجيل النظر مجددا في ملف المعتقلات الإسلاميات القا...
- إدارة سجن تيفلت 2 تعري أم المعتقل الإسلامي سعيد با...
- انقلاب شاحنة كبيرة محملة بالآجور في مدخل مدينة الح...
- توضيح من معتصم تلارواق الصامدة في كتامة إقليم ال...
- قتلى وجرحى في انفجار بمدينة مانشستر البريطانية
- الريسوني: يكتب عن أحداث الريف والإرهاب ومقررات الت...
- مدونات وأخبارتنقل من السوق المركزي بالحسيمة أجواء...
- التغيير القسري لهوية المجتمع المغربي.. من أين وإلى...
- حالة من الترقب في الحسيمة و النشطاء يقومون بالتعبئ...
- عمال مقلع "بوسلوف" في مدخل الحسيمة يواجهون النسيان...
- تسجيل مصور لجانب من خليج الحسيمة الرائع ...منظر يس...
- الأمانة الاقليمية لحزب البام تصدر بيانا حول واقع ا...
- مداخلة عبد الحق الخيام رئيس المكتب المركزي للأبحا...
- مواطن يحتج أمام المحكمة بالحسيمة 2017 05 16
- القافلة التضامنية مع آيت بوفراح يوم الأحد 14 ماي
- اللّجنة المشتركة تطالب العاهل المغربي بالتدخل من أ...
- مداخلة عبد الله ساعف في ندوة الجهوية والسياسات ال...
- الأحزاب المشكلة للحكومة: حراك الريف تجاوز الخطوط ...
- مداخلة السيد الياس العماري رئيس جهة طنجة تطوان ال...
- لحظة توقيف ناصر الزفزافي على الطريق الساحلية
- لحظة إيقاف موكب ناصر الزفزافي المتجه نحو بني بوفراح.
- تصريح رفيعة المنصوري نائبة رئيس جهة طنجة تطوان ...
- من أوروبا ندوة للمحامي محمد البوشتاوي حول الوا...
- هبة ملكية تتسبب في احتجاجات وسط بحارة صيد الأسماك ...
- أرملة مول السباط تروي تفاصيل اعتقاله على خلفية 1...
- "شولتز" محامي المعتقل السياسي السابق محمد حاجب يصد...
- مجلس النواب يصادق بالاغلبية على مشروع قانون المالي...
- تظاهرة حاشدة للحراك الشعبي بالحسيمة موقع بوكيدان ف...
- اللجنة المشتركة للمعتقلين الاسلاميين تحتج أمام مقر...
- مدونات تنقل لكم المسيرة الاحتجاجية التي قمعت بالبل...
- أعضاء ورئيس مجلس بلدية الحسيمة في زيارة خاصة لمقر ...
- أعضاء ورئيس بلدية الحسيمة في زيارة خاصة لجمعية صور...
- اتفاقية شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتك...
- مسيرة احتجاجية في أجدير و اعلان مطالب الساكنة
- الوالي اليعقوبي يعقد لقاء مع بحارة صيد الأسماك الس...
- الافراج عن 14 عنصرا من البحرية الملكية قبالة شواطئ...
- السرطان تجارة دمرت الملايين من البشر
- الوزيرة التي سخر البعض من لغتها بالبرلمان تخرجت من...
- هل تعاني من الصلع أو الشيب ؟ عشبة السالمية علاجك ا...
- هدم ضوابط الفهم ...هدم للشريعة
- د.محمد الفايد:علاج آلام التهاب المفاصل وآلم الركبة
- وزير الداخلية يعد رؤساء الجهات بمراسيم جديدة توسع ...
- جدل في البرلمان حول دعم الدولة لجامعة الأخوين بملي...
- حسب مندوية التخطيط ارتفاع معدل البطالة في المغرب
- دورة تكوينية لفائدة الشباب المقاول من تنظيم شبكة ا...
- الوالي اليعقوبي لقناة فرانس بريس: سيحاسب نشطاء الح...
- تتمة الان من العروي المخزن يسخر البلطجية لنسف وقفة...
- من جماعة تيفروان، آيث بوعباش شكل نضالي راقي ومنظم ...
- رسالة إلى الملك محمد السادس بشأن حراك الريف ـ مايس...
- خبر عاجل : مسيرة سلمية بآيث بوفراح في الحسيمة تتعر...
- ملف اختلالات تجزئة بادس بالحسيمة أمام غرفة جرائم ا...
- مستشارون من البام مهددون بالسجن بسبب توقيعهم شيكات...
- 50 شخصا حاولوا السطو على ثكنة عسكرية و الجيش يستعم...
- مدونات و أخبار تنقل لكم الجزء الثاني 2 من الندوة ا...
-
▼
مايو
(71)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
بحث
الصفحات
Freedom House Launches New Reporting Tool to Combat Spyware and Surveillance Technology
Standardized template will help civil society inform regulators about harmful products and practices . The global proliferation of commerc...

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق