Translate

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

بيان لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف المتواجدين بالسجن المحلي والمرحلين الى مدن أخرى

ببالغ الألم والأسى نخبر الرأي العام المحلي والوطني والدولي وكل الجهات المعنية بوضعية أبنائنا معتقلي الحراك الشعبي بالريف المشتتين على مختلف سجون العار، أن ما كنا نحذر الدولة منه قد بدأ يحدث؛ فقد علمنا صباح اليوم من عائلة المعتقل السياسي الزبير الربيعي أن هذا الأخير قد دخل في حالة غيبوبة (الكوما) منذ يوم الأربعاء 27 شتنبر 2017، نُقِل على إثر ذلك إلى المستشفى نتيجة دخوله في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 14 شتنبر 2017، تخلله الإضراب عن الماء والسكر. وعوض الاستجابة لمطالبه والتي في مقدمتها مطلب إرجاعه إلى السجن المحلي بالحسيمة، علما أن المعتقل السياسي  الزبير الربيعي قد تم ترحيله إلى السجن المحلي بجرسيف يوم الجمعة 16 شتنبر 2017، في حين أن قضيته لازالت معروضة على أنظار محكمة الاستئناف بالحسيمة بعد الحكم عليه بثمانية عشرة شهرا نافذا من لدن المحكمة الابتدائية بذات المدينة. وقد تعرض لتعامل مهين وحاط بالكرامة الإنسانية من طرف إدارة وحراس السجن المحلي بجرسيف ما أن حل به، الشيء الذي دفعه للإضراب عن الماء والسكر، وبعد وعود قُدمت له توقف المعتقل السياسي الزبير الربيعي عن الامتناع عن شرب الماء والسكر مع الاستمرار في إضرابه عن الطعام. وأمام تماطل إدارة السجن في الوفاء بوعودها قرر الإضراب مرة أخرى عن الماء والسكر وفق ما صرح به لعائلته التي زارته يوم الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير. وتؤكد عائلته أنها قد اتصلت أكثر من مرة بإدارة السجن للاطمئنان على حال إبنها، لكن إدارة السجن لم تكلف نفسها عناء الرد على مكالمتها، مع أنها كانت قد وعدتها بالاتصال بها في أي وقت للاطمئنان على وضعية إبنها، لتعرف العائلة لاحقا وبطرقها الخاصة بأن إبنها قد نقل إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
وفي موضوع ذات الصلة علمنا أيضا من عائلة المعتقل السياسي الحبيب أفقير  المرحّل إلى سجن راس الماء بفاس أن هذا الأخير قد دخل في إضراب عن الطعام ابتداء من يوم الخميس 28 شتنبر 2017 بسبب امتناع إدارة السجن عن تقديم الإسعافات له وعرضه على الطبيب لتقديم له العلاج اللازم لمرض الحساسية الذي أصابه من جراء الوجبات الرديئة التي تقدمها له المؤسسة السجنية، بالإضافة إلى امتناع مسؤولي السجن من عرضه على طبيب الأسنان لإنقاذه من ألم الأسنان الحاد الذي يعاني منه.
وارتباطا بالوضعية المأساوية التي يوجد فيها أبناؤنا المعتقلين، فقد أخبرتنا عائلات المعتقلين بالسجن المحلي بالحسيمة أن إدارة هذه المؤسسة السجنية قد تمادت في تعاملها اللاإنساني والانتقامي مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف، حيث أن إدارة السجن بعد منع قفة الزيارة تقدم لأبنائنا وجبات رديئة شبه نيّئة يُعدّها معتقلون قدماء وليس مُموّنون كما ينص عليه القانون، وهي وجبات غير صحية تسبب لمتناوليها أوجاعا وحساسية، وفوق ذلك تمانع الإدارة في عرض الذين يعانون منها على المصحة أو المستشفى، كما أن إدارة السجن تهدد أبناءنا في كل حين بترحيلهم إلى الصحراء، وترفض إدخال الكتب إليهم.
أمام هذه الوضعية المأساوية التي يتواجد عليها أبناؤنا في سجون العار فإننا نجدد تحميلنا المسؤولية للدولة عن أي فاجعة تلم بهم وخاصة منهم المضربين عن الطعام بسجن عكاشة وجرسيف وراس الماء وعين عيشة وغيرها، ونطالبها بالإسراع في الاستجابة لكافة مطالبهم المشروعة قبل فوات الأوان. كما نطالب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ولجنه الجهوية بكل من جهة الشرق وفاس-مكناس والحسيمة -الناظور والدار البيضاء، بتحمل مسؤوليتهم بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة أبناءنا المضربين عن الطعام، وكذا تفقد أوضاع أبنائنا المشتتين على سجون  العار.
ونناشد كل الهيئات الحقوقية والمنابر الإعلامية الحرة والنزيهة  وكل الضمائر الحية مواصلة وتكثيف دعمها ومساندتها لمعتقلي الحراك الشعبي بالريف الذين يؤدون ضريبة نضالهم السلمي من أجل مطالب عادلة ومشروعة إلى غاية إطلاق سراحهم. 

عن اللجنة بتاريخ  الجمعة 29 شتنبر 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق