Translate

الاثنين، 20 مارس 2017

المفهوم الحديث - القديم للنسق السياسي المخزني في ممارسة الحكم : العمل السياسي المؤدى عنه


عبر العصور استعمل المخزن نخبة المجتمع لخدمة مشروعه السياسي  ، باعتباره الدولة و الوطن الذي لا يقبل النقد  ، و كل منظور سياسي مستقل ومعارض  لمنظور المخزن يكون مصيره الحصار و القمع و التشويه الاعلامي و السياسي، و هذا هو حال الوضع الحزبي الذي يتميز بالتدجين و الارتزاق مقابل تلقي الدعم و التمويل من المال العام مقابل التنازل عن دورهم في تأطير الشعب و تمثيله سياسيا باعتماد المنهجية الديموقراطية .

 ثم بروز ظاهرة الريع السياسي عبر الاستفادة من الاجرة و معاش التقاعد بالنسبة للبرلمانيين و الوزراء عن الفترة التي يقضونها في هذه المؤسسات العمومية التي كان من المفروض عليهم التطوع لخدمة شؤون الشعب و الدفاع عن مصالحه و حقوقه .
ان الممارسة السياسية في التصور الحداثي تخضع للتعدد و التداول الديموقراطي بين مختلف الفرقاء على اختلاف مرجعيياتهم الايديولوجية و برامجهم السياسية و الاجتماعية  بناءا على مبدأ الفصل بين السلط و المساواة في الحقوق و الواجبات.
لقد وظف النظام المخزني فئة التقنوقراط من وزراء و مستشارين في تسيير شؤونه في مجالات الاقتصاد و السياسة و الثقافة و الدين باعتبارهم خبراء متخصصون يملكون التجربة العملية و النظرية ، لاعادة ضبط النسق السياسي ، ومحاصرة  النخبة السياسية و الحزبية المضادة الحاملة لتوجهات ايديولوجية و سياسية بديلة تنافسه في الساحة كواقع فرض نفسه في علاقته بتطور المجتمع و حاجته لخلق آليات جديدة في مواجهة الحكم الفردي المطلق القائم على الاستبداد  في احتكار السلطة  و نهب الثروة و سوء تدبير المؤسسات .

كما أن نظرة قصيرة لواقع الاقتصاد و الأعمال ، يتأكد لنا أن الدولة ما تزال تلعب دور العراب كما كانت منذ الاستقلال ، حيث أن نجاح الأعمال و زيادة الثروة مرتبط بالضرورة بالولاءات و نسج التحالفات مع أصحاب النفوذ و الانضمام الى المستفيدين من اقتصاد الريع و الامتيازات و الاحتكار ، ليس عبر الاستثمار و المبادرة و القدرة على المنافسة الشريفة .
أما النخب السياسية و الحزبية فهي تعد من بين الأوراش السياسية المهمة للمخزن الجديد ، حيث صارت انبثاقا لرهانات المخزن التي يبني عليها ديموقراطيته الشكلية الموجهة و المزيفة ، سواء تعلق الأمر بوجوه جديدة يتم تلميعها و النفخ فيها و تضخيم حجمها لتخدم المشهد من هيئات و أحزاب و جمعيات تصنع بين عشية و ضحاها ، و تدعم بتحالفات الأعيان و الدكاكين السياسية التي تغير لون جلدها بتغير التوازنات و مراكز القوى ، في المقابل يتم محاربة النخب المعارضة و تهميشها و قمعها .
و تتكون معضم هذه النخب الحزبية داخل هياكل الحزب بعد ذلك يتم تسويقها عبر الترشح في الانتخابات الى مجالس البرلمان و الجماعات و الحكومة و المشاركة في تنشيط عمل هذه المؤسسات بشرط عدم الخروج عن الخطوط الحمراء المحددة سالفا مع لعب أدوار المعارضة و استعراض مسرحية مناقشة مشاريع الحكومة ومرقابتها .  
-بقلم  : محمد الملوكي.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق