الجمعة، 5 مايو 2017

رسالة إلى الملك محمد السادس بشأن حراك الريف ـ مايسة سلامة الناجي

أعلم أنكم يا ملك البلاد محمد السادس على اطلاع بما يجري في الحسيمة ونواحيها ثانية بثانية منذ ستة أشهر عبر التقارير التي تُرفع لجنابكم من طرف أعوان الداخلية والمراقبين والأمنيين الذين يملؤون فنادق ومقاهي وأحياء المدينة وعبر الإعلام الذي ينشر عن شباب الحراك والاحتجاجات، ولربما عبر تدوينات وفيديوهات الشباب أنفسهم عبر مواقع التواصل والاجتماعي والتي غالبا ما تكون رد فعل آني لضغط وتعنيف نفسي وجسدي عميقين.. ولكني، ورغم ما لقيته مبادرتي العفوية من سخرية واستصغار وتشكيك من صحافيين وسياسيين كان الأجدر بهم هم أنفسهم التنقل إلى عين المكان وكشف الحقيقة وتصحيح المغالطات كي نعمل جميعا على توحيد الصف ودرء الصدع ومداواة الجرح.. أعلم عين اليقين أن محمد السادس الشخص والرجل قبل الملك هو من التواضع والسماحة الذي أشهدتموناه وحدثني عنه أبناء الحسيمة أنفسهم عاينوه عند كل اصطياف لكم في المدينة، ومن النُّبل بأن ترحبوا بالحقيقة من كاتبة رأي بادرت بتلقائية وعفوية إلى السفر ووجدت أن أغلب ما تم الترويج له عن الشباب وذاك الحراك أغلاط، وأن التصعيد لمواجهته كارثة، لم نفهم بعد هل هي نتاج سوء فهم النظام واندفاعه خوفا من الفتنة، أم أنها أغلاط مقصودة لإشعال الوضع. وقد احترت في فهمه كما احتار شباب الحراك..
نعم مطالب ساكنة الحسيمة يا ملك البلاد مماثلة لمطالب ساكنة باقي الجهات هي اقتصادية اجتماعية بالدرجة الأولى، لكنها بالريف تأخذ منحى غريبا إذ عاينت أن المدينة رغم روعة طبيعتها نظافتها ونظام بناياتها وطرقاتها والمستشفى الذي يتوسطها والمقاهي والفنادق التي تؤثثها لا تتوفر على أي شيء آخر البتة، لا مصانع لا معامل لا شركات خاصة ومراكز اتصالات ولا منتجعات ولا مكاتب ولا محلات فرانشايز ولا أي شيء يوفر فرصة عمل لهؤلاء الشباب اللامعين الأشبه بمعادن ثمينة تحتاج الصقل. ويروج أن الدولة تمنع الاستثمار هنالك وأن أغنياء المدينة من أباطرة الحشيش أو المستثمرين مدعوون إلى الاستثمار خارجها، وباقي صغار المزارعين ينتعشون بعائداته قوت يومهم يوما بيوم، وتنتعش باقي الأسر ضعيفة المستوى المادي من مداخيل أفرادها المهاجرين نحو هولاندا وبلجيكا وإسبانيا بما يبعثونه من عملة صعبة.. فالمشكلة اليوم عند ساكنة الحسيمة ليست خبزية بالدرجة الأولى وهي المدينة الصغيرة التي غمرتني بالعطاء منذ وطأت رجلي أرضها إلى أن غادرتها ما بالنا بالتعايش والتلاحم بين أبنائها.. إنما هي مشكلة ما بعد الخبز، بمعنى ضمان حق الحياة الكريمة لكل فرد، بمعنى الاستثمار في الطبيعة والأرض والموارد البشرية دون متاجرة بهم إلى مستثمرين خارجيين خليجيين قد يجتاحونهم ويحولونهم إلى يد عاملة “هنود وباكستان” على أرضهم، ودون تحويلها إلى قبلة سياحة جنسية ترهقهم وترهق بناتهم وأطفالهم، ودون إغراقها بالمشاريع الفوقية كما يقع في الداخل حين يتم تشييد القطار فائق السرعة فوق دور الصفيح.. هم يطالبون هنالك بالحياة الطبيعية بمعنى إنعاش اقتصاد المدينة ونواحيها وضواحيها باستغلال جماليتها وتوفير عائدات لساكنتها ومدارس وجامعات ومستوصفات مجهزة كما جهز المغرب بكرمه دول إفريقيا جنوب الصحراء، ثم ترْكُهم على طبيعتهم وترْكُها على بساطتها، وفي مقدمة المطالب لإعادة طبيعة المنطقة كمدينة مدنية سلمية إنهاء العسكرة وتلك الثكنات المدججة بالآلات الحربية وكأن ريافة مع المخزن في حرب
فالأمر أيضا يا ملك البلاد محمد السادس، هو أمر هوية.. مجروحة منذ عقود جرحا لم يندمل، يستشعرون خوف النظام المخزني منها وكأن الاحتفاء بها وتكريمها وتدوينها وتدشين مزارات ومعارض ومتاحف لأسماء رموزها وعبق تاريخها ورونق نضالها وجثمان “مولاي محند” كما يسمونه الشهيد عبد الكريم الخطابي أن يعود إلى أحضانها.. وكأنه تهديد للهوية الجماعية للشعب المغربي الأبي. وهو ليس كذلك، ولا علمهم الريفي أو الأمازيغي تهديد للمغرب، إن كانت كل فرقة كروية تملك علما لها ما بالنا بهوية، ماذا إن كانت لها خصوصية، وقوة، وصخب، وأنفة، وعزة، ونخوة يأبون التخلي عنها، لماذا طالما استشعرنا العقدة أو التهديد منها وأنا ؤأكد أن معانقتها تجديد لهوية المغاربة ككل وإعلاء لعلم وراية المغرب وانتعاش للوحدة الترابية. وؤأكد لمحمد السادس الملك، وقد التقيت بناصر الزفزافي ذاك الشاب البسيط المتواضع الذي استطاع بلهجته الريفية الجارحة المعبرة عن ألم الماضي والحاضر أن يكسب ثقة كل الساكنة حتى منتقديه الذين لا يشككون قيد أنملة في نقاء سريرته وطهر جيوبه من التخوين والعمالة والاسترزاق الداخلي أو الخارجي، أنه هو ومن معه من شباب الحراك لا دعوى انفصالية لهم البتة، وأني كما قلت بداية المقال إنما لهجتهم الشرسة المتخطية في كثير من الأحيان لحدود ما نسميه بالمقدسات إنما ردود آنية على الضرب والشتم والجرح والإهانة التي تلقوا غير ما مرة على يد رعاة الأمن وحراس الأمان!! وأن ناصر الزفزافي وقد قال لي حرفيا: “لا كلام إلا مع الملك، ولا نثق فيمن دونه”، إنما توكيد يا ملك البلاد محمد السادس لالتحام هذا الشعب بالمؤسسة الملكية، رفعة لها لا العكس، وتشكيكنا وإفقادنا شرعية ما دونها من معينين ومنتخبين ودكاكين سياسية ودكاكين حقوقية تسترزق بمآسي البلاد والعباد
ناصر ومن معه من شباب يا ملك البلاد يريدون الحديث إلى ملك البلاد متأكدين أن ما يصلكم من تقارير عنهم أغلبها مغلوطة مهولة مضخمة ملغمة، هؤلاء الشباب لم يفهموا سبب تعنت الدولة مع بساطة المطالب، عن الإعلام الذي أقفل بابه في حين يحوم الإعلام الغربي عليهم ليلتقط منهم ومن الوضع ما يشعل الجمر، يتساءلون هل هو غباء مفرط من خدام للنظام الذي في يده الماء والدواء لإسكات الغضب، غباء أشبة بغباء محاولة إسقاط حزب العدالة والتنمية بالمسيرة ضد أخونة الدولة التي أكسبته تعاطفا أكثر، وتعنتها مع هذا الحراك الذي يكسبه توسعا أكبر من الحسيمة إلى النواحي والله يعلم إلى أين سينتهي، غباء من طرفهم جعلكم يا جلالة الملك ضمن شعارات الحراك على يد خدام الداخلية حين رفعوا: “الزفزافي يا جبان الملك لا يهان”، ووضعوكم في نفس كفة مناضل بسيط كما قال لي الزفزافي بفمه بدل أن يعرفوا احترام المراتب والأدوار… أم أنه خبث مفرط من طرف أشخاص داخل دواليب الدولة، وقد قال لي الساكنة أسماء لن أكررها، محاولة خلق مسرح كديم إزيك آخر، حيث رجال الشرطة يموتون هذه المرة ليس على يد انفصاليين، إنما بأيدي مجهولة (…) ويتم إلصاق الدماء بيد شباب الحسيمة البسيط الوطني واقتياده واعتقاله باسم الانفصالي حتى تشتعل الحرائق في المنطقة ليستفيد من له رغبة في أن يستفيد (…) وقد أمروهم يوما بالاعتصام وعدم مغادرة الساحات وأبى ناصر وشباب الحراك إقحام أنفسهم في حروب بئيسة ستدخل الجميع في نفق مظلم. أم أنها أجندة دولة ونظام، أذكى من كل ما نظن، كما يتساءل الناس هناك، لتحويلهم إلى انفصاليين رغما عنهم، وتأزيم المنطقة رغما عنهم، وتوسيع التأزيم لجهات أخرى لخلق نظام فيدرالي في البلد! هم مفزوعون من هذه السيناريوهات ومبقون على تمغربييت حضن تريفيت، الناس في الحسيمة هدفهم ليس الاحتجاج ومطاحنة المخزن، إنما هدفهم 3: ظهير لإنهاء العسكرة، فتح نقاش مع أكفاء الريف لسن بداية مشاريع تنمية، حرية ثقافية للاحتفاء بهوية.
وهذه الاستجابة لن تفتح النار على باقي جهات المغرب بأن يقوم الآخرون بالاحتجاج، إنما بالعكس هي فتح بشائر الخير بأن الملك يستجيب للشعب وأن للنظام حسن نية قومة اقتصادية ثقافية في ربوع المغرب.
يا ملك البلاد محمد السادس، ملك الشباب الذي لاصقتك هذه الصفة وستظل معك حتى بعد أرذل العمر إن شاء الله، يرى فيك هؤلاء الشباب رجل المغرب الوحيد الأهل للثقة، ولحل الأزمة، ويرفضون أن ترسل لهم الداخلية ثعالبها تحوم وتجول وتعد بالكذب. يرون فيك الاستجابة لتلك المطالب التي يتعهدون بأن الشروع فيها سيدخلهم بيوتهم، وسيذهب ناصر ورفاقه ليعيشوا حيواتهم الشخصية في سلم وأمان، فلا غرض لهم في زعامة ولا هي مسألة تضخم الأنا كما هي لدى السياسيين، إنهم متواضعون وليس في أنفسهم سوى شموخ الريف الذي يحلمون، في عهدك، عهد محمد السادس، العهد الجديد، أن يحيي هذا الشموخ، أن يأتي بالترياق بيديك تسد الجرح وتخفي أثره، وبكلماتك وخطابك تريح النفوس المتألمة منذ سنوات الجمر والرصاص، وبتدشيناتك تحيي المنطقة.. بعد تنظيفها من ثعالب السياسة والارتزاق. قلت في خطابك أن على الشعب فضح الفساد، وقالوا لي لقد فعلنا لماذ القمع يا مايسة. قلت لهم سأبلغ الرسالة.. هي رسالة بلغتها كما هي.. وأنا الواثقة بأن تكبر الكل عنها وسخرية الكل منها من إعلاميين ونخب النخب، سيلاقيه تواضع وحِلم واستجابة ملك.



الخميس، 4 مايو 2017

خبر عاجل : مسيرة سلمية بآيث بوفراح في الحسيمة تتعرض للقمع و المطاردة من طرف قوات الأمن و البلطجية

على غرار الاعتداء الذي تعرض له نشطاء الحراك الشعبي  يوم الاحد في الناظور، تعرضت هذا الزوال في بلدة آيث بوفراح التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي خمسين كيلومترا، لتدخل عنيف من طرف القوات المساعدة و الدرك و عناصر مدنية مسخرة لضرب النشطاء يقودها قائد قيادة آيث بوفراح وأعوان السلطة و المنتخبين و سماسرة الانتخابات و أشخاص آخرين استقدموا من خارج البلدة ، و تم مطاردة المحتجين بالحجارة الى خارج البلدة عبر الوديان و التلال المجاورة تعبيرا عن الحقد الدفين الذي تكنه هذه العناصر لنشطاء الحراك الشعبي الذي بات يهدد مصالح المافيا التي كانت تجثم على المنطقة و تمارس الفساد و الاستبداد و الحكرة ضد المواطنين ، وهذا الهجوم جاء بعد احساسها بالخطر الذي يهدد الامتيزات الريعية التي كانت تستفيد منها بدون حسيب و لا رقيب.
وتأتي هذه الأحداث التي تعد تغييرا جديدا في تكتيك المواجهة وخطة مدروسة تقوم بها القوى المناهضة للحراك الشعبي في الريف والمتضررة منه لمواجهته عن طريق المأجورين و السماسرة وتجار الانتخابات و لصوص المال العام و مختلسي الثروة و الخارجين عن القانون من لوبيات العقار و المخدرات و خدامهم و المتعاونينن معهم وكل من يريد استمرار الفوضى والنهب والفساد و الاستبداد ليس دولة الحق والقانون و المساواة وتكافئ الفرص التي لا تخدم مصالحهم المشبوهة  .

لكن هؤلاء لم يتعلموا الدرس بعد من أن القمع واللعب على النعرات و زرع الشقاق بين المواطنين وعدم الاستجابة لمطالب الشعب الاجتماعية و الضرورية والاستعجالية لن توقف زخم الاحتجاجات بعدما بلغ السيل الزبى والحياة صارت لاتطاق والفوارق الاجتماعية والمجالية جعلت مصير البلاد و ثرواتها في يد أقلية تعيش في المركز و المدن الكبيرة بينما المناطق المهمشة تعاني من كل الجوانب اضافة الى سياسة الحكرة والقمع و تكميم الأفواه و زرع سياسة (جوع الكلب اتبعك) !!!!؟؟؟؟؟

الثلاثاء، 2 مايو 2017

ملف اختلالات تجزئة بادس بالحسيمة أمام غرفة جرائم المال في استئنافية فاس من جديد

 سيمثل يومه الثلاثاء 02 ماي أمام غرفة الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف في فاس ، "أنس هويرالعلمي"، الرئيس المدير العام السابق لصندوق الإيداع والتدبير و باقي المتهمين معه للنظر في التهم المنسوبة اليهم  و استكمال اجراءات  التحقيق و الاستماع اليهم بعد تأجيل النظر في هذه القضية  خلال جلسة  الرابع  من أبريل  بسبب  تخلف المتهمين عن الحضور.
و تأتي جلسات هذه المحاكمة بعد أكثر سنة من انهاء التحقيق التفصيلي مع المتهمين ، و بعد ثلاث سنوات من صدور أوامر قضائية  بالتحقيق مع المشبه فيهم على يد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ، التي استمعت اليهم في محضر رسمي قبل احالتهم الوكيل العام الذي أحالهم بدورهم على قاضي التحقيق ،ليتم متابعتهم بالمنسوب اليهم في حالة سراح مؤقت .  
وقد أمر الملك محمد السادس بفتح تحقيق حول ملابسات  ملف  "المشروع السكني مدينة بادس " بالحسيمة ، عقب تلقيه شكاية من مهاجر مغربي في أوروبا خلال الزيارة الملكية للمدينة منتصف سنة 2014 ، وأسفر الحادث عن اخضاع "أنس العلمي " الرئيس المدير العام لصندوق الايداع والتدبير للتحقيق ، و"محمد غنام" مدير الشركة العامة العقارية ، ونجيب الرحيلة المسؤول في نفس المؤسسة أيضا ، اضافة الى خمسة و عشرون متهما آخرين ، ليتم عرضهم على محكمة جرائم الأموال بفاس بتهمة جناية اختلاس أموال عمومية ، والمشاركة في تزوير محررات رسمية و استعمالها، و جنحة التصرف في أموال غير قابلة للتفويت ، كما يتابع كل من "م.أ" و ا.ش" و "ن.م"  المسؤولون في الشركة العامة العقارية في نفس الملف ، بتهم تتعلق باختلاس و تبديد أموال عمومية و التزوير في محررات رسمية و استعمالها و هي نفس التهم التي وجهت للمتهمين العشرين الآخرين ، منهم ثمانية مديرين لشركات و مهندسان معماريان ، ومهندس تطبيقي ، وثلاثة مستخدمين بالشركات ، و مديران لمشاريع الشمال و مراكش بالشركة العامة العقارية ن ومدير سابق للمشاريع محال على التقاعد ، ومدير منتدب بقطب التنمية بنفس المؤسسة ، ومدير مختبر و عامل بالمكتب المركزي للهندسة و ثلاثة مستخدمين .
 وسبق لقاضي التحقيق "محمد طويلب " أن ألغى قراره السابق باغلاق الحدود في وجه سبعة متهمين بينهم المسؤولون الخمسة بالشركة العامة منهم مسؤولان على المشاريع  ،ثم استأنفه الوكيل العام وأيدته الغرفة الجنحية ،أثناء التحقيق بعد أن قسم المتهمون ووزعوا على ستة مجموعات متفاوتة العدد تسهيلا للتحقيق معهم .
محمد الملوكي




مستشارون من البام مهددون بالسجن بسبب توقيعهم شيكات على بياض لفائدة الحموتي لنيل تزكية الحزب في الانتخابات

عرف الريف يوم الرابع شتنبر من سنة 2015 انتخابات جماعية على غرار باقي مناطق المغرب و توجت باجتياح كاسح ل”حزب الأصالة والمعاصرة” للمجالس الجماعية وبحصص أمريكية في اكبر عملية تجميع هواة و محترفي الانتخابات بإقليم الحسيمة، افرزت في الكثير من الدوائر منطق المرشح الوحيد، مستعملين في ذلك مختلف أنواع التهديد والوعيد والضغوط المختلفة، وذلك كله للسيطرة على مدن ومداشير الإقليم من جهة والتهيؤ  لاكتساح دائرة الحسيمة في انتخابات السابع من أكتوبر من جهة أخرى. وخلال هذه الزوبعة خرج عبد الإله بنكيران بتصريحات عدة يتهم فيها زعماء “منظمة البام” ب البانضيا، وهي العبارة تطلق عادة على المحترفين من اللصوص، وردت حينها مجموعة من “الأقلام”  بالتنديد بهذه التصريحات و وضعتها في خانة الشعبوية التي تميع الحياة السياسية، وكان من الصعب الجزم بحقيقة الادعاء وسط هذا اللغط واللغو ، لكن لا احد يشك أن الزمن كفيل  بكشف حقيقة  هذه الادعاءات.
يبدوا أن المراهنة على عامل الزمن “السوسيوسياسي” كان رهانا صائبا، وكشف وسيكشف على الكثير بخصوص مفيوزية “منظمة حزب الأصالة و المعاصرة”، التي لا تختلف في شيء عن منظمات المافيا الايطالية، من خلال اكبر لغم مفيوزي عرفه إقليم الحسيمة خلال “تاريخه الانتخابي”، والذي راح ضحيته جملة من المستشارين الجماعيين المنتمين لهذه المنظمة، الذين فقدوا صبرهم بعد مرور 18 شهرا من انتخابات الرابع من شتنبر وبدؤوا يزيلون الغبار عن ملف من الجمر بطله رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات لمنظمة الجرار محمد الحموتي ممثل مجموعة الحياني الجديدبالريف، الذي اشترط عليهم منحه شيكا بنكيا على بياض مقابل تزكيتهم للترشح لهذه الانتخابات الجماعية برمز لم يكونوا يدركوا بعد انه لا يميز بين الورود و الأشواك، معللا شرطه هذا بتخوفه من تغيير الوجهة بعد الحصول على عضوية المجلس، إلا أن الحقيقة اتضحت فيما بعد أنها أكثر واخطر من ذلك و أن الأمر يتعلق بالاسترقاق المخزي للمجالس بالريف لتحقيق أغراض مالية عبر نهب انهار و تلال و سهول الريف و إقامة مستوطنات سكنية عليها قصد المتاجرة بها.
وبعد انتهاء عملية تشكيل المجالس الجماعية طالب هؤلاء المستشارين أمينهم الجهوي باسترداد شيكاتهم البنكية ما دامت المجالس قد شكلت وفي ظل غياب أي مبرر للاحتفاظ بها، إلا أن محمد الحموتي قابلهم برد صادم و رفض إرجاعهم الشيكات إلى ما بعد انتخابات السابع من اكتوبر، لضمان فعالية أكثر في عمليةالحرث الانتخابي التي توجت بجعل الحلم حقيقة وأصبح بذل كعمر الزراد و محمد الحموتي نواب امة” … وبهذه النتيجة تنفس هؤلاء المستشارين الصعداء آملين في تحصين حريتهم التي أصبحت مهددة بفعل هذه الشيكات التي وقَعَت بين أعين لا تدمع و في أحضان قلب لا يحس وبين مخيلات عقل لا يفكر إلا بمنطق الربح والخسارة، إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا بعد رفض محمد الحموتي مجددا فكرة إرجاعهم الشيكات وهذه المرة بمبرر جديد وبشرط جديد وهو التصويت وفق مشيئته في ما يخص إعادة انتخاب مكاتب المجالس بعد مرور ثلاث سنوات على انتخابها.
وامام هذا المشهد الدراماتيكي فقد هؤلاء المستشارين صوابهم، وبدؤا يهمسون في أذان بعضهم البعض ويستشعرون حجم الكارثة المحدقة بهم ويتسابقون الزمن لإخراج الموضوع إلى الرأي العام، بغية تحرير أنفسهم  من هذه الأغلال البنكية التي حولتهم إلى رهائن بطريقة جديدة وبأسلوب مافيوزي خطير، يرهن مصير سكان الريف و شؤونه اليومية عبر استعباد المجالس الجماعية وتحويلها إلى دكاكين مصخرة في أيدي الديناصور العقاري محمد الحموتي، بحيث لا يمكنها أن تحرك ساكنة دون إشارة خضراء من مالك حريتهم والمسيطر على رقابهم والمستعمر على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم.
وبعد مقتل الشهيد محسن فكري واندلاع موجة من الغليان الاجتماعي بالريف، كتب لهذه المجالس المرهونة أن تعرف انشقاقات عميقة غير قابلة للتعايش و بدأت الحركات التسخينية لجملة من المستشارين في بعض المجالس لقلب الطاولة على بعض الرؤساء، إلا أن التلويح بدفع هذه الشيكات في وجه بعضهم، جعلهم يفكرون بجدية غير مسبوقة في طرح المعضلة أمام السلطات القضائية و تكوين لجنة للدفاع عن ضحايا هذه المؤامرة الخطيرة.
في ظل هذه الأوضاع تطرح أسئلة جمة، بخصوص الجدوى من الاجتماعات التي يعقدها وزير الداخلية مع رؤساء الجماعات ما داموا رهائن لدى محمد الحموتي و لا يملكون القرار وأن همهم الوحيد و الأوحد، هو استرجاع شيكاتهم الموقعة على بياض بعيدا عن شعارات التنمية وقضاء مصالح المواطنين، ما داموا فهموا أنهم مجرد بيادق في بنية هرمية مافيوزية تنبي على قاعدة المكر والخداع وليسوا بفاعلين مجتمعيين وسياسيين، وبالمحصلة نجزم أن وزير الداخلية قد أخطا العنوان وكان عليه بالأجدر أن يجالس محمد الحموتي الذي يملك رقاب هذه الكراكيز الصغيرة التي لا حول و لا قوة لهم مع هذه الشيكات التي تطاردهم كالكوابيس والتي تزعجهم في حركاتهم وسكناتهم.
غير ان جلوس البرلماني محمد الحموتي هذه المرة قد لا يكون أمام وزير الداخلية، وإنما أمام السلطات القضائية، للبث في اتهامه بالنصب على عدة أشخاص باستعمال الحيل الانتخابوية، خصوصا وأن ضحاياه لن يطيقوا صبرا أكثر مما صبروه، وأنهم مستعدون للذهاب بعيدا في وجه هذا الجرم الماس بكرامة الإنسان والمخالف لجميع القيم والتعاليم الإنسانية، وما يزكي الثورة الداخلية الجارية في جيب المخزن (البام) بالريف، أن معظم رؤساء الجماعات البامية بإقليم الحسيمة تدفع في اتجاه توسيع بقعة الاحتجاجات بالريف بغية تخليص أنفسها من الخطر الداهم.
وأمام هذا الوضع ينبغي على النيابة العامة أن تحرك مسطرة التحقيق في الموضوع نظرا للخطورة الكبيرة التي يكتسيها، قد تصل بهؤلاء الضحايا أن يغامروا بمستقبل جماعاتهم ومستقبل المنطقة عموما، خصوصا أن الأمر لا يتعلق بوشاية وإنما بحقائق تنطق على كل لسان مستشار جماعي بالإقليم، رغم أننا على يقين أن جهات عليا بالبلاد طالما حركت هواتفها للضغط على المسؤولين بالمنطقة لخدمة مصالح اللوبي العقاري بالريف والتوقيع على وثائق غير قانونية لفائدة شركة “الريف للاسكان” تحديدا، وفي انتظار طي الملف من جديد سنعود بمقال ثاني يكشف عن تفاصيل أكثر ودلائل دامغة لا يمكن معها الهروب إلى الإمام ولا الرجوع إلى الوراء.

 نقلا عن موقع "بالواضح" الالكتروني .

50 شخصا حاولوا السطو على ثكنة عسكرية و الجيش يستعمل الرصاص بنواحي العرائش

شهد مركز حراسة الفوج التاسع والأربعين التابع للقوات المسلحة الملكية، الأسبوع الماضي، بضواحي العرائش، حالة استنفار أمني قصوى، بعد محاولة عصابة السطو عليه، في حدود الخامسة صباحا.
وأوضحت يومية “الصباح” في عدد الثلاثاء 02 ماي، أنه بعد مواجهات عنيفة أستعملت خلالها عناصر الفوج رشاشاتها وأصابت ستة مهاجمين بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى كل من المستشفى العسكري بالرباط، والمستشفى الإقليمي بالعرائش، و المركزالاستشفائي محمد الخامس بطنجة.
 وأشارت اليومية ذاتها، أن الأبحاث التي أجرتها السلطات المختصة، بينت أن عناصر الحراسة فوجئت بهجوم مباغت في الصباح الباكرمن طرف العشرات من الأشخاص ، وبعدها أطلقت رصاصات إنذارية   لمعرفة هوية المهاجمين، فحاول الجناة الدخول إلى مقر الحراسة للإستلاء على الأسلحة النارية بالقوة، وبعدها وقعت مواجهات عنيفة، أطلقت خلالها العناصر الأمنية الرصاص دفاعا عن النفس ، مما أدى الى سقوط مصابين وفرار جناة آخرين، و أضافت مصادر أن المهاجمين كانوا بصدد تنفيذ عملية هجرة سرية نحو اسبانيا ،و كانوا يريدون تنفيذ عملية السطو كي لا يتم عرقلتهم من طرف القوات العسكرية التي تحرس المنطقة .

نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية

  فضائح الإمارات في   يونيو 30, 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصف...