الأربعاء، 5 أبريل 2017
بعد فشل المقاربة الأمنية و اعفاءات رجال الداخلية بالحسيمة ماذا بعد.... ؟؟؟
بدأت مجموعة من التساؤلات تطرح نفسها على
لسان عدد من المهتمين بالشأن المحلي في الحسيمة حول المغزى والأسباب التي دفعت
بوزارة الداخلية للقيام بموجة الاعفاءات و التنقيلات التي مست هذا العدد الكبير من المسؤولين على رأسهم عامل الاقليم ، حيث أجمع الجميع على
فشل المقاربة الأمنية و البوليسية التي
كانت الوسيلة المعتمدة لاسكات الحراك الجماهيري منذ انطلاقته ، وأبان على
انعدام أية ارادة للمسؤولين في التعامل الايجابي مع المطالب الشعبية ، بدل أن يتبع
هؤلاء مقاربة تفاعلية و انسانية وفتح أبواب الحوار و الاصغاء لأصوات الشعب لفهم
عمق الازمة و تقديم الحلول و البدائل اللازمة ، يتم القيام بتطويق عسكري شامل للمنطقة
واغراق الاقليم بقوات الشرطة والجيش و القوات المساعدة ، الأمر الذي زاد من حدة
الاحتقان و انتشار موجة من الاستياء الشعبي و الاحساس بالغبن و الحكرة ، و زاد
الطين بلة تلك الحملات الاعلامية الرخيصة التي تتهجم على أبناء الريف وتتهمهم
بالفتنة و الانفصال بسبب حمل بعض المتظاهرين لأعلام المقاومة الريفية نظرا لقيمتها
الرمزية و تعبير عن وعي شعبي يتوق الى التحرر و الانعتاق من القهر والاستغلال ، و
الفساد والاستبداد و كان من الاجدرعلى جميع المغاربة اتخاذ هذا العلم رمزا وطنيا
بدل التخويف والتخوين .
ان سياسة الآذان الصماء التي اتبعها
المسؤولون في تعاملهم مع الحراك الشعبي و اللعب على عامل الوقت ، والاقتصارعلى الجلوسهم في مكاتبهم المكيفة يتفرجون بغرور و
تكبرعلى الأوضاع المزرية و لا يأبهون الا برواتبهم السخية و الامتيازات التي
يستفيدون منها بفضل نفوذهم و مكانتهم التسلطية، والاصرار الزج بقوات الامن لقمع و
ترهيب أبناء الشعب ،و هذا تعبير واضح عن
انعدام الرؤية الصحيحة ، والارادة الحقيقية في ايجاد الحلول و العمل على الاستجابة
لأصوات الساكنة التي تعاني الأمرين : أزمة اجتماعية وسوء التدبير للشأن العمومي
المحلي ،ثم عدم الاكتراث بالمسؤولية التي تناط بممثلي الدولة، و هذا ما يتسبب بمزيد
من الكوارث الاجتماعية و السياسية، وقد انتبه
أبناء الريف الى هذا الاستخفاف بمطالبهم المشروعة وصاروا يحسبون ألف حساب
لخطواتهم النضالية كي لا يسقط الجميع في خندق العنف و الهاوية أمام المزيد من المؤامرات
و الاختراقات التي تتربص بالجميع ، وكانت أحداث يوم الأحد الماضي بامزورن خير مثال
على فشل المقاربة الامنية و تخبط السلطات في أزمة مريعة كانت ستؤدي الى كارثة انسانية كان ضحاياها
شباب المنطقة من التلاميذ الذين خرجوا للاحتجاج من أجل مطالب بسيطة ،
ليسقطوا في موجة اعتقالات جديدة و يزج ببعضهم في السجون ، وكاد تهور رجال الشرطة أيضا
و القوات المساعدة أن يصابوا بالعشرات احتراقا و اختناقا في العمارة التي احترقت
بسبب اضرام النار في حافلة و سيارة للشرطة خلال المواجهات ، و كادت أن تؤدي الى
مأساة حقيقية بسبب انعدام الوسائل و التجهيزات اللازمة لتأمين سلامة الجميع من جهة
، و ارتكاب الاخطاء المهنية و عدم احترام القانون في التدخلات القمعية من جهة أخرى
، كما أن الغموض الذي يلف حول ملابسات الحادثة زاد من الامور تعقيدا في تحديد
المسؤوليات و توجيه الاتهامات ، خصوصا بعد موجة الاعتقالات العشوائية التي صاحبت
الحادث ، حيث يتم اعادة نفس الاخطاء و صنع مزيدا من الضحايا و المآسي ، ويبقى
السؤال من المتسبب الحقيقي في هذه الكارثة التي تحتاج الى محاسبة و محاكمة هؤلاء
المسؤولين لمعرفة المذنب في حق الوطن و المواطنين .
واقع الموسيقى الأمازيغية الريفية بين الالتزام و الارترزاق و غياب الآفاق
رغم غياب التشجيع و
الدعم و قلة الامكانيات استطاعت الأغنية الأمازيغية الريفية خلال العقود
الأخيرة أن تتطور بشكل متسارع و ملحوظ ،
سواء في ايقاعاتها و متونها ، أوباعتمادها على المقاييس و المعايير الحديثة ،
ويرجع ذلك الى تراكم رصيد مهم و متنوع من التجارب و الابداعات الموسيقية منذ
السبعينات من القرن الماضي ، حيث شهد بروز تجارب موسيقية متميزة بفضل عدة عوامل ساعدت على المضي قدما في البحث عن الافضل و الانفتاح و مسايرة موجات موسيقية عالمية
انطلاقا من تجارب الشعوب الاخرى ، كما
ساعد ادخال أساليب ووسائل جديدة في تطوير الموسيقى الريفية الامازيغية و انتشارها
.
لكنه على الرغم من هذا التطور و التميز
للموسيقى الأمازيغية الريفية ، فانها واجهت و تواجه عدة صعوبات و عراقيل تحاصر
الفنان الريفي من كل جهة مثل تراجع الموسيقى الملتزمة و انتشار موسيقى الرصيف التي
تهدف الى تحقيق الربح المادي على حساب الذوق و المعايير التي يتميز بها الشعر
الأمازيغي و طريقة القائه ، حيث يتم
استقدام ايقاعات جاهزة و تفريغ كلمات أمازيغية فيها الأمر الذي يعطينا
منتوجا مشوها في الشكل و المضمون ، ويساهم في تدهور الذوق و الموسيقى عموما .
أما المشكل الأساسي الذي سأركز عليه في هذا
الموضوع ، هو علاقة التنافر و البعد بين الفنان الأمازيغي الريفي و المؤسسات
المخزنية و القطاعات الموازية لها مثل المعاهد و النقابات و الجمعيات الموسيقية ،
وغالبا ما تأثرت هذه العلاقة بالظروف السياسية و الاجتماعية التي طبعت السنوات
الماضية خصوصا ما كان يسمى بسنوات الرصاص ، حيث ساد القمع و التضييق على الابداع ،
الى جانب التهميش و العنصرية التي كانت تمارس على اللغة والثقافة الأمازيغية من طرف
شرذمة من القوميين و المتأثرين بالنزعة الفاشية البعثية القادمة من الشرق ، و
الذين سيطروا على المجال الثقافي و الفني و الفكري المغربي ،كما أن واقع الفساد و
الرشوة و تمييع الساحة الثقافية ساعد على
هذا التنافر و البعد، و أنتج نخبة من المثقفين و الفنانين الريفيين اعتمدو
على الذات للنهوض بالميدان الابداعي اعتمادا على الموارد و الامكانيات الهائلة
التي تتمتع بها الثقافة الأمازيغية و تراثها الحضاري العريق الذي تم تهميشه من طرف
العروبيين و الثقافات الدخيلة .
ان هذا التنافر بين الفنان الموسيقي الريفي و
العمل المؤسساتي النقابي و المهني في علاقته بالنفوذ المخزني و أذنابه ، أنتج
شرذمة من السماسرة و المرتزقة الذين و جدوا الساحة فارغة و الطريق معبد حيث عملوا
على تمييع المجال و قتل المواهب الراقية و تشجيع ذوي النفوس الضعيفة الراغبين في
الكسب المادي على حساب الابداع و الكرامة ، فهؤلاء السماسرة الذين لاتربطهم أية
علاقة بالابداع الموسيقي سوى عملهم كموظفين أو مستخدمين في مؤسسات عمومية تابعة
لكل من وزارات الثقافة ، والاتصال ، و
الشبيبة و الرياضة وباقي القطاعات التي تتحكم في المجال الموسيقي و الفني ، و
استطاعوا أن يربطوا شبكة من العلاقات الزبونية من داخل لوبي الفساد الذي شجع ظاهرة
الفوضى و التشرذم في الساحة ، و استطاعوا من انشاء جمعيات و نوادي و نقابات احتكرت
مواقع تمثيل الموسقيين في الريف ، و جعلت منهم وسيلة لكسب الاموال في المهرجانات
الموسيقية و المناسبات الأخرى .
و صار الفنان الموسيقي في الريف رهينة في يد
هؤلاء السماسرة الذين يعملون على استغلاله و احتقاره و تهميشه ، و استطاعوا أن
يفرضوا أنفسهم وكلاءا صوريين و مديروا أعمال لبعض الشباب يستغلون ضعفهم وعدم
تكتلهم في اطارات قوية تدافع عن مصالحهم و حقوقهم أمام هذا اللوبي الزاحف والموغل
في الميدان الاعلامي و الاداري و الانتاج الفني ، و أصبحوا أسيادا في الميدان
يملكون مفاتيح السر في كل مكان يعرفهم القاصي و الداني في مدينة الحسيمة ،
تستقبلهم قنوات الصرف الصحي في برامجها الفنية ليتكلموا عن واقع لا يمثلونه و لا
يعنيهم ، بل وصل الامر بأحدهم أن صار يملك
القدرة على توفير تأشيرات السفر لكل من يريد المشاركة في نشاط موسيقي خارج المغرب
، و التورط في الهجرة السرية باسم الموسيقى و الفن ، على غرار عمليات تصدير
العاهرات نحو امارات الخليج و هن يحملن جوازات سفر تحمل صفة فنانة ، و هي ظاهر معروفة في المغرب تقع على
مرئى و مسمع الجميع تتورط فيها .
لكن الغريب في الامر أن هؤلاء السماسرة
النشيطين في الحسيمة و الذين يعملون في قطاعات تابعة لوزارة الثقافة و الاتصال و
الشبيبة والرياضة ، لا تربطهم أية علاقة باللغة و الثقافة الامازيغية لأن معضمهم
لا يتكلمون الا الدارجة المغربية و لا تربطهم غيرة نفسية بالابداع الأمازيغي سوى
الكسب غير المشروع و الاسترزاق المادي على
حساب الفن والثقافة الأمازيغية التي يضحي أبناءها بالغالي و النفيس من أجل فك
العزلة عنها و تطويرها لتنجوا من الانقراض و الاندحار، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه
، متى سنتحرر من الوصاية و الاستغلال المفروض علينا من طرف لوبي الفساد والاستبداد
....؟؟؟؟؟
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية
فضائح الإمارات في يونيو 30, 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصف...

-
قضت المحكمة الابتدائية بمدينة الحسيمة يوم الخميس 08 غشت 2017 بالسجن على 26 معتقلا على خلفية مشاركتهم في المسيرة الاحتجاجية التي عرفتها م...
-
9 ديسمبر 2024 واشنطن، جنيف – أشادت كل من لجنة العدالة ومنظمة فريدوم هاوس ومنّا لحقوق الإنسان بقرار فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجا...