الأحد، 5 فبراير 2017

اعتداء قوات الامن على وقفة سلمية يشعل المواجهات بينها و بين المحتجين



اندلعت مواجهات بين المحتجين و قوات الأمن المختلفة في بلدة بوكيدان قرب مدينة امزورن والحسيمة بعد تدخل قمعي عنيف لتشتيت المتظاهرين  استعملت فيها الهراوات و الحجارة و خراطيم المياه ، و قد أسفرت المواجهات الى سقوط العشرات من الجرحى بين المتظاهرين و ما تزال مطاردة قوات الأمن لهم متواصلة الأمر الذي سيزيد من احتقان الوضع الاجتماعي في المنطقة و اندلاع المواجهات .
وتطورت هذه المناوشات الى مواجهات مباشرة بين المحتجين والقوات العمومية بمركز بوكيدان والتي ماتزال قائمة الى حدود كتابة هذه الاسطر، كما قامت القوت العمومية بتفريق وقفة احتجاجية امام محطة كالا بونيتا بمدينة الحسيمة، في الوقت الذي التجئ فيه المحتجون نحو المرتفعات والهضاب المجاورة وسط تراشق بالحجارة.
و تجدر الاشارة الى أن الحراك الشعبي الذي انطلق منذ أزيد من تسعين يوما التزم خلاله المتظاهرون بالسلمية و عدم الاصطدام مع قوات القمع و البلطجية  بالرغم من اعتداءاتهم المتكررة ، الأمر الذي جذب اليهم مزيدا من التعاطف و الدعم الشعبي ، وقد حمل النشطاء المسؤولية لمسؤولي الاقليم على رأسهم العامل الى ما ستؤول اليه الأوضاع ، محذرين من الاستفزازات والقمع الهمجي الذي سيزيد في التوتر اشتعالا و ربما ستتطور  الأمور الى ما لا تحمد عقباه في حال استمرحصار الأشكال النضالية السلمية التي ينظمها أبناء الحسيمة في المستقبل اذا استمر المنع والعسكرة والاعتداءات على الأبرياء من أبناء الشعب العزل ، كما ناشد النشطاء شباب الحراك الشعبي بضبط النفس و عدم الانسياق وراء استفزازات و اعتداءات قوات القمع التي تريد جر النشطاء الى العنف  و رد الفعل لتعطي نفسها الحق في استعمال العنف و الشرعية في ضرب المتظاهرين . 

الحسيمة هذا المساء : قوات الأمن تحاصر ساحة كارابونيتا و تطارد كل من يقترب من المكان .



قامت قوات الأمن بكل أشكالها هذا المساء بمحاصرة ساحة كارابونيتا بمدينة الحسيمة لمنع توافد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها اليوم الأحد 05 فبراير لتخليد ذكرى وفاة الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي ، حيث تم تطويق كل مداخل المدينة و معظم الأحياء  و يتم مطاردة الشباب و قمع كل من اقترب من المكان أو تم الشك فيه و قد وردت أخبار عن اعتقال بعض الشباب من أمام المحطة الطرقية بعد نزولهم مباشرة من سيارات الأجرة ، كما نقلت بعض المواقع تسجيلات من محطة سيارات الأجرة لعناصر من قوات الشرطة و المخازنية  تنهال بالضرب على فتاة و عدد من الشبان و اقتيادهم الى سيارات الشرطة ، و تجدر الاشارةالى أن الأجواء كانت مشحونة منذ الاعلان عن مكان الوقفة الاحتجاجية ، حيث أقدمت قوات الدرك صباح اليوم من اعتقال أربعة أشخاص في بلدة  تماسينت ثم أطلقت سراحهم بعد ذلك ، كما تم محاصرة المسيرتين القادمتين من مدينة امزورن و بلدة بوكيدارن في اتجاه الحسيمة ، ونفس الشيئ في بلدتي آيث عبد الله و آيث حذيفة ، وتحاول قوات الأمن تغيير مسار هذه المسيرات كي لا تلتحق بساحة كارابونيتا التي تم تطويقها كاملة ويتم مطاردة كل من حاول انزول اليها .
 و تشهد عدة مناطق كامزورن و تماسينت و بوكيدارن اضرابا عاما ، حيث أغلقت المحلات التجارية و المقاهي استجابو لنداء النشطاء و النزول نحو ساحة كالابونيتا لتخليد ذكرى وفاةالمجاهد  البطل محمد عبد الكريم الخطابي رمز الكفاح و التحرر ضد الاستعمار و أذنابه من الخونة و المستبدين .

الجمعة، 3 فبراير 2017

وزارة الداخلية تتحرك لتطويق الحراك الشعبي السلمي بالريف عبر احتواء بعض الاطارات الانتهازية .... هل هي مؤامرة جديدة؟؟؟



بعد تمدد الاحتجاجات الشعبية عبر مناطق و بلدات الريف الجريح، منددة  بسوء الأوضاع الاجتماعية و انعدام المساواة في الاستفادة من الثروة الوطنية و الخدمات العمومية و سيادة الحكرة و الفساد و شطط اللا مسؤولين و المحتكرين للسلطة و النفوذ من مافيا الانتخابات و المخدرات و العقار للمناصب في المجالس و الجماعات و كل المرافق الحيوية و تحالفهم المستمرمع البيروقراطية الادارية الفاسدة ،لذلك  جاءت الزيارات الاخيرة لعدد من  مسؤولي الادارة الترابية في وزارة الداخلية ،  ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة للتدخل و التأثير على هذه الاوضاع التي باتت تتراكم و تهدد بانفجار شعبي حقيقي سيخرج عن سيطرتهم ،  بسبب عدم جدية السطات المحلية والمركزية في التعامل الايجابي مع مطالب المواطنين و احتجاجاتهم المتواصلة  اضافة الى استمرار و تفاقم  الحكرة الصادرة من البيروقراطية الادارية الفاسدة و التي تسيئ التصرف في تسيير و تدبير الشأن العام السياسي و الاداري و الجمعوي و المتحالفة مع مافيا المال و العقار ، ويقومون يطحنون الشعب  طحنا الى أن بلغ السيل الزبى ووصل الضغط  ما لا يحتمل .
وحسب مصادر آثرت عدم ذكر إسمها  لموقع مدونات أن هذه الزيارة جاءت من أجل الاطلاع عن كثب على مجموعة من القضايا والمشاريع المجمدة التي كانت مبرمجة لفائدة الإقليم، فضلا عن رغبة الوالي اليعقوبي في الاطلاع على مسلسل تسوية مجموعة من المشاكل العالقة بالاقليم من أجل نزع فتيل الغليان الشعبي الذي يتمدد يوما بعد يوم وينفجر في أكثر من موقع على طول و عرض خريطة الإقليم ، خاصة الاعتصام المقام بتماسينت منطرف لجنة الحراك الشعبي التي رفعت  مطالب اجتماعية مشروعة ومعلنة.
ان الأوضاع مقبلة على تحدي مجهول لا يبشر بخير و ينذر بوضع قمعي قادم يعتمد المقاربة الأمنية بالدرجة الاولى و الرغبة بكل الوسائل في التصدي و اخماد الحراك الشعبي في الريف الذي بات محرجا و مزعجا للغاية  و تأتي هذه التحركات و الزيارات لاحتواء ما يمكن احتواءه في المرحلة الأولى ثم بعد ذلك سيأتي الدور على الآلة القمعية لتتحرك و القضاء الموجه بالتعليمات و الغير مستقل ليقوما بتكسير عزيمة  و صمود المناضلين و نشطاء الحراك الذين باتوا يهددون مصالح كل من يسترزق من الريع السياسي و الاقتصادي و استنزاف المال العام ،خاصة بعدما  لم  تنل من النشطاء التهديدات و المساومات و عمليات الاغراء  المادية و المعنوية التي ينهجها المخزن و سماسرته و بلطجيته الحزبية  و الجمعوية .
 سأتطرق لبعض الاجراءات التي قامت بها السلطات و من يتحرك بأوامرها من المنتخبين الفاسدي الذمة بالرشوة و التزوير  لتسهيل الطريق نحو زرع الشقاق بين الفاعلين داخل الحراك عبر اتباع سياسة الاغراء و التهديد كما ذكرت التي نجح بواسطتها  النظام فيما مضى المخزني خلال احتجاجات 20 فبراير واستطاع أن يقضي عليها بتلك  الوسيلة عبر استهدافه و تسخيره لقيادات بعض لاطارات الانتهازية ، على رأسها النقابات و الأحزاب و بعض الجمعيات الفئوية التي تدعي انتمائها للحركة الاحتجاجية ، انهم يريدون اعادة نفس اللعبة و ممارسة نفس الخدعة .
كعادة المخزن و خدامه منذ بداية الحراك الشعبي حاولوا بكل الطرق افشال عزيمة النشطاء ، حيث بدأ بعض رؤساء المجالس و الجماعات الترابية و على رأسهم  رئيس الجهة و ممثلي وزارة الدخلية و الوالي و العامل لمحاولة شراء سلم اجتماعي مغشوش جديد واطلاق الوعود يمينا وشمالا ،  حيث عمدوا الى فتح  أبواب الحوار والاستقطاب مع بعض النقابات والجمعيات الاسترزاقية التي اخترقتها الانتهازية و الزبونية و البيروقراطية و ملئت الشوارع بالشعارات الرنانة صراخا و عويلا بلا فائدة و تحسب نفسها زورا على الحركة الاحتجاجية .
 و على غرار ما وقع خلال انطلاقة  حركة 20 فبراير و بداية الأزمة الداخلية للحركة ، سجل على هذه الاطراف في الريف  خذلانها للحركة  وانسحابها الى الوراء و اقتصرت على احتجاجات فئوية ضيقة ، بعيدا عن معارك الجماهير  التي كانت تتعرض للقمع و تهجمات البلطجية و التشويه، الأمر الذي الذي أبان عن خيانة واضحة و خضوع للاغراءات و الوعود الفارغة التي أغدقت بها السلطة  على هذه الأطراف و اشترت حيادها و و انعزالها عن نضالات 20 فبراير ، الى أن اكتشف زيف و خداع وعود المخزن تمرير الدستور الممنوح و و تنظيم انتخابات شغلت الرأي العام و خدعته بالشعارات الرنانة و بعد فوات الأوان ، أغلقت السلطة أمامها تلك الأطراف كل السبل الى يومنا هذا حتى كادت أن تنقرض ، ثم فجأة نودي على ممثليهم ليسمعوا وعودا جديدة  .
ان أبرز هذه التحركات التي قامت بها السلطات ممثلة في والي الجهة و عامل الاقليم ، الجلوس على مائدة الحوار مع عمال تعاونية الحليب في بوعياش المطرودين منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ، ، تخللتها احتجاجات مختلفة من لدن العمال داخل تعاونية انتاج الحليب ببني بوعياش، وانتقلت أخيراً في سياق الحراك الذي تعرفه المنطقة إلى محيط مقر عمالة اقليم الحسيمة، عبر اعتصام دام أزيد من شهرين.
و بعد هذه المدة الطويلة من التماطل و التجاهل لمعاناة هؤلاؤ العمال ، احتضن مقر غرفة الفلاحة بالحسيمة، يومه الخميس 26 ماي الجاري، لقاءا حواريا جمع برئيس اتحاد التعاونيات الفلاحية 'أجدير' وممثل عن عمالة الاقليم، وممثلين عن مفتشية الشغل، استكمالا لجلسة حوار عُقدت يوم الأربعاء بباشوية بني بوعياش، للتداول عن وضعية العمال المطرودين، والبحث عن حلول تُنهي النزاع القائم بين ادارة التعاونية و العمال المطرودين ، وتم الاتفاق على على تمكين كل عامل مَعِنِي من التعويضات المالية المستحقة طبقا لمدونة الشغل ابتداء من يوم غد الجمعة، مع اعطاء العمال الاسبقية في التشغيل بالوحدة الانتاجية المزمع انشاؤها بالحي الصناعي لإمزورن ، اضافة الى الاتفاق على تنازل طرفي النزاع عن كل الدعاوى المرفوعة لدى المحاكم، وكذا  فك الاعتصام من أمام مقر العمالة و معمل الحليب ببني بوعياش، مع التزام العمال بالمساهمة الايجابية في تنمية الوحدة الانتاجية الجديدة ، و بهذا الاجتماع القصير يكون المخزن قد أسدل الستار على نزاع اجتماعي كان يستقطب تعاطفا شعبيا مهما مع استمرار سياسة التجاهل و اللامبالاة الذي كانت تمارسه ادارة التعاونية و السلطة المحلية و القضائية و ادارة الشغل التي اقتصرت في مواقفها على الحياد السلبي و التفرج على معاناتهم .
أما التحرك الثاني الذي قامت به الولاية و معها رئيس الجهة و رئساء المجالس الجماعية بايعاز من وزارة الداخلية طبعا ، كانت عملية الدعوة لفتح الحوار و الجلوس مع ممثلي المعطلين في الاقليم بعد مدة طويلة أيضا من التجاهل المتعمد و اغلاق كل الأبواب مع هذه الجمعية للقضاء عليها و اسكاتها بعد أن تم اختراقها بالانتهازيين و الوصوليين و أتباع الأحزاب الكرتونية ، و قد استطاعت السلطة تحييد هذه الاطراف و في أفق مواصلة حوار طويل الامد تتخلله وعود سخية ووهمية طبعا    بمنحها بعض الفتات من الامتيازات و المناصب مقابل ايقاف برنامجها الاحتجاجي و انتظار المجهول واستغلالها في الدعاية الاعلامية طيلة فترة استمرار الحراك الشعبي نشيطا ليتوهم الرأي العام أن المخزن يتجاوب مع مطالب الشعب ، انها نفس الخدعة التي خدع بها المعطلون في الماضي القريب و خذلوا حركة 20 فبراير ، لكن الواقع يدل على عكس ما يحاول المخزن ايهامنا به  في ظل الوضع الراهن الذي يتسم بالتهجم على التوظيف العمومي و مصادرة و قمع حق الشعب في المطالبة بحقوقه و خير دليل على ذلك ما يتعرض له الاساتدة المتدربون و الاطر العليا المعطلة .




الخميس، 2 فبراير 2017

كيف نفرق بين الفائدة و الربح التشاركي؟

عبد الحليم زوبير*
تعرف البنوك التشاركية في بعض تعريفاتها بأنها “تلك البنوك أو المؤسسات التي ينص قانون إنشائها ونظامها الأساسي صراحة على الالتزام بالشريعة، وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذًا وعطاء”. فحظر التعامل بالربا هو صلب التعامل المصرفي من منظور تشاركي، ولعل من الخطأ الشائع المقارنة بين الفائدة البنكية، والربح الذي يسعى البنك التشاركي لتحصيله، ذلك أن الفرق لا يكمن فقط في مقدار كل منهما في أي عملية مصرفية، ولكن الفرق كامن في الفلسفة التي يقوم عليها البنك التشاركي، الذي هو بخلاف البنك التقليدي شخصية اعتبارية تمتلك السلع قبل بيعها، أو إيجارها، وليس مجرد وسيط. ولكي نفهم جانبا مهما من فلسفة البنك التشاركي لا بد من توضيح مفهوم الربا، والمقاصد الشرعية وراء تحريمه:
الربا نوعان: ربا الديون. وربا البيوع. الأول: إقراض مال مع زيادة مشروطة مقابل الأجل. والثاني: تبادل بعض أصناف الطعام من جنس واحد مع الزيادة في أحدهما. وهي القمح والشعير والتمر والملح والذهب والفضة. ويكون فيها الربا إذا اتفق العوضان في الجنس مع الزيادة في أحدهما، كمبادلة كلغ من القمح بكلغ ونصف منه.
فغرض الحرمة في الأول، وهو ربا الديون: هو أن الشرع اعتبر النقود لاقيمة لها في نفسها وإنما هي وسيلة لتقاس بها السلع وتقوم بها فإذا غابت السلعة في التبادل أصبح الناس يتبادلون النقود دون السلع، فكلما اتسعت دائرة مبادلة النقود كلما تقلص رواج السلع، ومعيشة الناس قائمة على السلع لا على النقود، وكلما تقلص رواج السلع غلا ثمنها، وقد يؤدي ذلك إلى كثرة الأوراق النقدية في أيدي الناس مع قلة السلع المتبادلة، وهو ما يؤدي تلقائيا إلى هبوط قيمة العملة، ويمكن لأي منا أن يستيقظ يوما وفي جيبه نقود كثيرة، لكن لا توجد السلعة: لأكل، ولا لباس، ولا وقود.. فيتحول المجتمع إلى حافة الانهيار. وقد تضطر الدولة الى استيراد بعض السلع لترقيع الوضع لكن الانتاج الوطني لن يتقوى ما لم يتم التركيز على ترويج السلع في مقابل النقود، وكلما كانت السلع أكثر والنقود أقل كلما استقر الوضع وارتفع الغلاء لأن السلع يمكن أن تتم مبادلتها ببعضها دون مشاكل. مع العلم أن إنتاج النقود سهل جدا. ولكن الدولة في طبع النقود تراعي الكمية المناسبة للسلع الرائجة في أيدي الناس.
أما ربا البيوع فغرض التحريم فيه: أن الأموال الستة السالفة التي يجري فيها هذا النوع من الربا هي عمدة معيشة الناس. فلا ينبغي أن تترك وسيلة للابتزاز. فلو افترضنا فلاحين قاما بنفس الجهد فأصبح أحدهما واسمه زيد يملك 100 طن من القمح من نوع جيد. والآخر واسمه خالد يملك 100طن من القمح أقل جودة، فكلما احتاج خالد إلى القمح الجيد دفع إلى زيد طنين من قمحه، ليأخذ طنا واحدا من القمح الجيد. فسنجد خالدا يتجه إلى الإفلاس بنفس السرعة التي يتجه بها زيد إلى الثراء الفاحش، مع أنهما قاما بنفس الجهد لينتجا نفس السلعة. ووجه الخطورة أن خالدا سيحرم من مادة أساسية في الحياة تتعلق بالطعام بأصنافه الستة. ولو تبادلا بعض الفواكه أو الخضروات بنفس الطريقة لما وجدا حرجا شرعيا. لأن حاجة الإنسان إلى القمح -مثلا- لاتعادلها حاجته إلى الفواكه والخضروات. وهكذا تغيب الحاجة المتبادلة التي تجبر الناس على تبادل المنافع. لأن زيدا لن تكون له حاجة إلى قمح خالد. ولكن هذا الأخير يحتاج الى قمح زيد. فالشرع فرض على زيد إما أن يبادل خالدا قمحه بنفس القدر، وإما أن يطلب منه عوضا آخر غير القمح، لتبقى حاجته الى خالد قائمة كحاجة خالد إليه. أما الكسب الذي تتباعد فيه الفرص وتنتفي فيه الحاجة المتبادلة فلا يجيزه الاسلام. فالمرابي يحارب الله حسب الآية الكريمة لأنه يحاول التحكم في أرزاق الناس. وهذا بقدر ما يمنع التلاعب بالمواد الأساسية للعيش، يجعل الناس في حاجة متبادلة لبعضهم البعض، مع توسيع دائر تداول المال “لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم” (سورة الحشر الآية 7).
أما الربح التشاركي الناتج عن مبادلة مال بسلعة، فبغض النظر عن حجمه فإن من يربح اليوم معرض للخسران غدا، كما أن البيع وهو المقابل للربا حسب الآية: “وأحل الله البيع وحرم الربا” البقرة 275. فيه قضاء متبادل للحاجة، وتنازل متبادل عن مملوك لكل طرف، مع ما يتميز به الربح التشاركي من تأثر بأحوال السوق، وإمكانية المساومة بين البنك والعميل، وهذا يعزز الحاجة إلى توفر أكبر عدد من المصارف التشاركية، لجهات مختلفة، حتى تعرض المنتجات التشاركية على المواطن بأقل الأسعار الممكنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحث في الدكتوراه تخصص الاجتهاد الفقهي في المستجدات المعاصرة القاضي عياض؛ مرشد ديني بمراكش.

هذه هي الأغذية التي ينصحك العلماء بتناولها يوميا

يقوم مخ الإنسان بحل مسائل اختيار المواد الغذائية المطلوب تناولها مرات عديدة طيلة كل يوم.
ولكن يعتقد العلماء أن من الضروري أن تبقى بعض هذه المواد الغذائية بين وجبات الإنسان اليومية على الرغم من تنوع الوجبات والمقبلات التي يمكن أن يحضرها ويشتريها المستهلك العادي اليوم من الأسواق والمحلات التجارية.
فيسعى الجميع عادة أن يكون طعامهم متنوعا. وقد أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة كورنيل الأمريكية أن الإنسان يتخذ القرارات المتعلقة بما سيأكله وسيشربه وأين سيشتريه وبأي كمية أكثر من 200 مرة يوميا في المتوسط.
وصرح العلماء الأمريكيون بأن بعض الأغذية، على الرغم من نصح المختصين في الحمية بتناول أطعمة متنوعة، يجب أن تدخل ضمن وجبات الإنسان اليومية حتى ولو بدا ذلك شيئا مملا.
فأشاروا إلى أن عصيدة من حبوب الشوفان وليس من رقائقه تعتبر من أنسب أنواع الطعام عند الفطور، وهي كذلك حتى للطعام ظهرا أو مساء. فليس من قبيل المبالغة تقدير الفائدة من حبوب الشوفان خير تقدير لأنها تحتوي على معادن صغيرة مفيدة جدا لصحة الإنسان، منها مثلا المغنيزيوم والفسفور الكلسيوم والزنك والسلينيوم والفيتامينات من فئة B وغيرها.
ولا تعتبر هذه العصيدة مثابة طعام يناسب من يتمتع بصحة جيدة وحسب، بل هي تصلح أيضا لمن يعاني من فقر الدم والوزن الزائد ومشكلات في مسالك المعدة والأمعاء ومن ضعف في نشاط القلب.
ويعتقد الباحثون أن البيض طعام آخر يصلح للتناول اليومي لأن الدراسات الأخيرة نفت الاعتبارات السابقة حول احتوائه للكولسترول بكميات زائدة. ويؤكد العلماء أن تناول البيض بشكل منتظم يؤمن الاحتفاظ باللياقة البدنية وتقوية الصحة والذاكرة والقدرات العقلية.
كما استنتج العلماء الأمريكيون أن من الضروري إدخال مشتقات الحليب الحامضة في وجبات الإنسان اليومية لأنها تحتوي على الكلسيوم والشوائب البيولوجية النشيطة وتتضمن مستنبتات مجهرية حية. ولهذا من الأفضل تناول مشتقات اللبن مثل الزبادي طيلة اليوم لأنها تؤثر إيجابيا على عمليات الهضم وتقوي المناعة.

نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية

  فضائح الإمارات في   يونيو 30, 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصف...