السبت، 24 ديسمبر 2016

برلماني من حزب البام بالحسيمة يعلن تأييده للحراك الاحتجاجي و يتبنى مطالب المحتجين ...هل هي محاولة لاحتواء الحراك؟؟؟.



في  سابقة  من  نوعها  خلال  اجتماع  للبرلمانيين  و  رؤساء  الجماعات  المنتمين   لنفس   الحزب  ،  أعلن  برلماني   من  حزب  الأصالة  و المعاصرة  بالحسيمة  و هو  في  نفس  الوقت  قيادي  جهوي  للحزب ، عن  تأييده  للحراك  الاحتجاجي  الذي  يعرفه  الاقليم  ، و تبنيه  لمطالب  المحتجين  ، حيث  اقترح  على  الحاضرين  في  هذا  الاجتماع  التوافق  على  امكانية  الدفاع  و الترافع  حول  هذه  المطالب  لدى  السلطات  الرسمية  على  المستوى  المركزي ،  و  قد  سبق  أن  أعلن   حزبي  النهج  الديموقراطي  و النهضة  والفضيلة  الى  جانب  بعض  الهيئلت  و الفعاليات  من  المجتمع  المدني  مساندتهم   للاحتجاجات  التي  تعرفها  الحسيمة   بعد  حادثة   مقتل  بائع  السمك  محسن  فكري  في  شاحنة  للقمامة  ، لينضاف  موقف   هذا  القيادي  و  البرلماني  من  البام  الى  لائحة  المؤيدين  للحراك  بعد  أن  التزمت    كل  الاحزاب   الصمت  و لم  تبدي  رأيا  ولا  موقفا   يخص  هذه   الأحداث  التي  أثرت   كثيرا  في  علاقة  الاقليم   بالمركز  و  كانت  امتحانا   عسيرا   لمدى  نجاح   سياسة   المصالحة  مع  الريف  و  التي  راهن  عليها   الجميع   لتجاوز   تداعيات  سنوات  الرصاص  و القمع  و الحصار  و التهميش  الممنهج   الذي  كان  عنوان   مرحلة   طبعت  علاقة   المخزن   مع  المنطقة    .
و قد  تساءل  البعض  عن   الهدف  الخفي  وراء   موقف  هذا  القيادي   في  الحزب  و الذي  يعتبر  مجرد موقف  شخصي  ، حاول  من  خلاله  اقناع  المشاركين   في  الاجتماع   بتبني  هذه  المطالب  ،  و هو  موقف  غريب   في  رأي  البعض  ، خصوصا  و  أن  هذا  القيادي  البامي   له  سوابق  في  التواطئ  مع  مافيا  العقار  و  شركة  العمران  للسطو  على  الأراضي  الجماعية  لأبناء  الريف ،  خاصة  الأراضي  المحاذية   للشاطئ  و  التي  يتم  اعادة  بيعها  بأثمان  خيالية  على  حساب  حقوق  أصحابها  الذين  انتزعت  منهم  بقوة  القمع  و الشطط  في  استعمال  السلطة  ،  وكان  آخرها  جريمة  اجتثاث  غابة  الصفيحة   و  تدمير  ما  تبقى  من   موقع  مدينة   المزمة   الأثري ،  الأمر  الذي  يؤكد  أن  هذا  الشخص  يتناقض  في  أفعاله  مع  الشعارات  التي  يرفعها  المحتجون  ، فكيف  له  أن  يتبنى  مطالبهم ؟؟ .
من  جهة  أخرى  أكد  مصدر  مطلع  أنه   حضر  هذا   الاجتماع   أيضا   أعضاء  في  ما   كان  يعرف  " بالفريق  المدني  لاعادة  اعمار  الريف " خلال  كارثة  زلزال  الحسيمة  سنة   2004  ،  حيث  تساءل  نفس  المصدر  عن   الهدف  و الصفة   التي  تخول   لهم   حضور  مثل  هذا  الاجتماع  الخاص   بالبرلمانيين  و رؤساء  الجماعات  ،   و  قد  كان  لهم   دور  سلبي  في  عملية   ايواء  ضحايا  الزلزال  التي  اتسمت  بالفوضى  و  الارتجالية  في  التنفيذ  و  التخطيط  ،  كما  أن  عملية  الاعمار  لم  تشمل   كافة   المناطق  المتضرة   و هذا  ما  شكل  تهديدا  لحياة  المقيمين  في  هذه  المناطق  المقصية  خاصة  الأحياء  الهامشية   لمدينة   الحسيمة  التي  تتميز  بهشاشة   في  البنية  التحتية  و  المباني  و الفقر  المنتشر  بين  هذه  الفئات  يجعلها  هدفا  سهلا  للأخطار   الناتجة  عن  كارثة  الزلزال  التي  تضرب  المنطقة  باستمرار  ، و  حضور  ما  كان   يسمى  ب    " أعضاء  الفريق  المدني "  السابق  أثار  موجة  من  علامات   الاستفهام   في  كواليس  الاجتماع   بين  المشاركين  من  رؤساء  الجماعات  ، الذي  من  الممكن  تفسيره  أنها  محاولة  لاعادة  اخراج  خطة  جديدة  تشبه  خطة  اعادة  اعمار  الريف  الملغومة  .
كما  لوحظ  خلال  هذا  النشاط   حضور  فرد  من  عائلة   أحد   النشطاء  البارزين  في  الحراك  الشعبي  الأمر  الذي  أثار   عدة    تأويلات  مع   العلم   أن  هذا  الفرد  من  عائلة  هذا  الناشط  مجرد  منخرط  في  الحزب  و  لا  يتوفر  على  أي   صفة  تسمح  له  بحضور  مثل  هذا  الاجتماع    ، و قد سبق   لهذا   الناشط  له  أن  تبرأ  من  الحزب  و  من  عضوية   قريبه  فيه  .
و  تجدر  الاشارة  الى  أن  الحراك  الاحتجاجي  في  الريف  يتبرأ  من  كل  الاحزاب  ، ويعتبرها  مجرد  دكاكين  سياسية  يسودها  الفساد  و  الزبونية  و لا  تخدم  مصلحة  المنطقة  و المواطنين ، و لا  يهمها  سوى   التنافس  حول  المناصب  و  الكراسي  في  المجالس  المنتخبة  بين  قوسين ، و  الاستفادة  من  الامتيازات  و نهب  المال  العام  .        
     

      

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

التيار المدخلي.. النشأة والتوظيف

هوية بريس – إعداد: نبيل غزال


لماذا اخترنا الملف (السبيل؛ ع:212)؟

في ظل الواقع الذي نعيش فيه وطغيان المادة والمناهج العلمانية وبعد الناس عن الدين، تتظافر جهود المصلحين من أجل التمكين للقيم والأحكام الشرعية، والأخذ بيد الناس والشباب خاصة للوصول بهم إلى بر الأمان، ووضعهم على الطريق الصحيح الذي بسلوكه تتحقق سعادتهم في الدارين.

لكن هذا المشروع الإصلاحي الكبير تتهدده العديد من المخاطر؛ أبرزها الخطر المتخفي وراء جلباب التدين؛ والمتمترس خلف الدفاع عن المنهج، والغيرة على الكتاب والسنة.

فهذا الخطر صار له اليوم مذهب وأتباع؛ وبات ينتشر بطريقة مثيرة للانتباه، ويمكَّن له في زمن التضييق الكبير على الدعوة السلفية.

وإذا كان أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية قد وضع خطة محكمة لهيكلة الحقل الديني؛ وفرضها على العلماء والخطباء، وألزم بها كل الفاعلين في المجال الدعوي، بما فيها جمعيات المجتمع المدني ودور القرآن الكريم، فإن خطته تلك غير ملزمة بتاتا للمنتمين للفكر المدخلي المتطرف.

بل على العكس من ذلك تماما فقد فتح الباب أمامهم على مصراعيه للنشاط؛ والدعوة إلى اللاتسامح والغلو والتطرف والحزبية الضيقة التي يوالي أصحابها على بعض الدعاة الخليجيين المعدودين على أصابع اليد الواحدة.

وحتى ننور الرأي العام ونعرفه بهذه الفرقة التي لم يعرف لها التاريخ الإسلامي مثيلا، والتي توظف سياسيا واستخباراتيا بشكل مكشوف وفج ارتأينا فتح هذا الملف.


التيار المدخلي.. النشأة والتوظيف

وفقا لبعض الباحثين فإن الظهور العلني لتيار المداخلة كان في المملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج الثانية 1991 والتي كانت نتيجة لغزو العراق تحت حكم صدام حسين للكويت.

وهو تقريبا الطرح نفسه الذي قدمه الدكتور عجيل النشمي الذي أكد أن الجامية أو المدخلية فرقة ظهرت حوالي سنة 1411-1990 في المدينة المنورة علي يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فالأول مختص في العقيدة، والثاني مختص في الحديث، وقد أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر منهم الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ صالح الفوزان قبل أن يروجوا لفكرهم القائم على عدة مبادئ خاطئة ومنها بخاصة مبدأ التجريح للعلماء الكبار، وهذا الذي أورث جفوة بينهم وبين أقرانهم من أهل العلم.

 وكان الظهور العلني لهم على مسرح الأحداث، إبان حرب الخليج، حيث برزوا -وفقا لبعض الباحثين- كفكر مضاد للمشايخ الذين استنكروا دخول القوات الأجنبية، وأيضا كانوا في مقابل هيئة كبار العلماء، والذين رأوا في دخول القوات الأجنبية مصلحة، إلا أنهم لم يجرموا من حرَّم دخولها، أو أنكر ذلك، فجاء المداخلة أو الجامية واعتزلوا كلا الطرفين، وأنشأوا فكرا خليطا، يقوم على القول بمشروعيّة دخول القوات الأجنبية، وفي المقابل يقف موقف المعادي لمن يحرّم دخولها، أو أنكر على الدولة ذلك.

وقد أشارت ورقات بحثية أن هذا الفكر المدخلي دخيل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعرف تاريخ المسلمين له نظيرا، حيث أن المنتمين لهذا المذهب المحدث يقومون بالبحث في أشرطة العلماء والدعاة، ويتصيدون المتشابه من كلامهم وما يحتمل الوجه والوجهين، ثم يجمعون ذلك في نسق واحد، ويشهرون بالشخصية المستهدفة ويفضحونها، محاولين بذلك إسقاطها وهدرها.

ومن خلال الدعم المقدم لهم إقليميا ودوليا؛ فقد استطاعوا في بداية نشوء مذهبهم جذب كثير من الشباب وشغلهم بالقيل والقال، والتهام لحوم العلماء والدعاة، كما تمكنوا أيضا من تحقيق الأهداف المسطرة لهم استراتيجيا.

وجدير بنا ها هنا التذكير أن وثائق مراكز الدراسات الغربية شددت على تعاون أجهزة الاستخبارات مع حاملي الفكر المدخلي، ودعمهم وفتح الباب أمامهم، لأنهم يقومون بنفس الدور الذي كانت تقوم به بعض الفرق الصوفية الموالية للاحتلال، ويقفون حجر عثرة أمام الحركات الإسلامية برمتها، ويستصنمون منهجهم إلى درجة التقديس، ويقلدون بعض رموزهم تقليدا أعمى؛ ولا مكانة لديهم لباقي العلماء لأنهم بالنسبة لهم ضالون مبتدعون مارقون..

وبعد أن عاثت هذه الفرقة في الأمة فسادا؛ وتمكنت من التفريق بين صفوف أبنائها، ولم تترك عالما ولا شيخا ولا داعية له أثر ودعوة، إلا وصنفته وشهرت به؛ لم  تسلم هي الأخرى من تجرع السم الذي نفثه في جسد الأمة؛ فهي تعرف انقسامات كبيرة وخلافات حادة بين منظريها ورؤوسها، وبين حين وآخر ينشق فصيل ويعلن الحرب على بقية الطائفة، ويقوم بعد ذلك تباعا بتبديعها وتضليلها وفق الأصول والقواعد المنهجية التي نشأوا وتربوا عليها.

 وفي مقاله: (خطر الفكر المدخلي على وحدة المغرب العقدية)؛ كشف الباحث عبد الله مخلص أن من جالس أصحاب هذا الفكر سيدرك حتما درجة الغلو التي بلغوها وخطرهم على المجتمع برمته، وأن السلطات المغربية تلعب بالنار حين تسمح لأصحاب هذا الفكر ببناء أعشاش لهم بين أبناء المجتمع المغربي، وأنهم وإن كانوا يعلنون الطاعة العمياء لولاة الأمور ويوالونهم موالاة تامة، فإنهم على الطرف الآخر يشكلون خطرا كبيرا على مكونات المجتمع الأخرى ووحدته العقدية والمذهبية.

إضافة إلى ذلك فإن الغلو في مولاتهم للحكام بالطريقة التي يقدمونها لا يجب الاطمئنان إليها بتاتا، فالغلو في أي شيء عاقبته وخيمة، ويكفي لبيان ذلك أن الخوارج الذين قاتلوا عليا رضي الله عنه يوم النهروان، ابتدؤوا ببدع صغيرة منحصرة في الغلو في جانب (الذكر) لينتهوا بالغلو في (سفك الدماء)، أما هؤلاء فقد ابتدؤوا بالغلو في أعراض العلماء والدعاة والعاملين لخدمة الإسلام؛ والله وحده يعلم بما سينتهي هذا الفكر الذي يمـَكَّن له في زمن تضييق كبير على السلفيين خاصة والإسلاميين عامة.

لا تخطئ عين المتابع توظيف المداخلة المنحرف للنصوص الشرعية، وإخراجهم للقواعد العلمية عن إطارها، ولآثار العلماء عن سياقها، واستعمالهم المفرط للغة التعالي والكبر ضد من يعتبرونهم مخالفين خارجين عن المنهج، وعدم ورعهم في إطلاق عبارات السب والشتم، والتحذير والتحريض، والرمي بالبدعة والضلال والمروق؛ والاحتقار والرغبة الكبيرة في سحق الآخرين.

وهذه سمة عامة للمداخلة أينما وجدوا سواء في المغرب أو أوربا أو الجزائر أو مصر أو العراق أو الشام أو السعودية، مع الإشارة إلى أن هذا الفكر لا يحظى بتاتا بالقبول في الحجاز -موطن نشأته-، وقد حذر منه جل علماء المملكة العربية السعودية، بما فيهم أعضاء هيئة كبار العلماء.


مداخلة المغرب

كغيرهم من المداخلة في باقي العالم الإسلامي والغربي أيضا؛ فهم لا يعيرون اهتماما لعلماء بلدهم، ولا للمؤسسات الدينية الرسمية، وارتباطهم الوثيق موصول ببعض الأفراد في الحجاز لا يحظون بالقبول بتاتا في بلدهم كما أن الدورات التي يقيمونها ويستقطبون لها رؤوسهم في المغرب أو خارجه؛ ويرفعون فيها شعار العلم وكتب أهل العلم، ويسمونها بأسماء علماء أو حكام مغاربة كدورة السلطان محمد بن عبد الله العلوي، فوفق الباحث عبد الله مخلص، فلا يجب أن يدفعنا ذلك إلى التردد في التحذير من هذا الفكر الذي انتشر كالنار في الهشيم بسبب إحسان بعض العلماء الظن بأتباع هذه الجماعة في بداياتها، ليدركوا بعد ذلك أن الخرق اتسع على الراتق، وأن المداخلة أصبحوا خنجرا مسموما في ظهر الدعاة إلى الله تعالى.

فأصل العلم خشية الله تعالى؛ كما قال إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وإن قادت معلومات علمية متناثرة من هنا وهناك وهنالك إلى صناعة قوالب من هذا الشكل فلا مرحبا بها، فخير للإنسان أن يقيم دينه بالمحافظة على الفرائض والسنن فقط، من التنمر بالعلم، ونشر ثقافة الحقد والكراهية، والحكم على المسلمين دون بينة أو برهان.اهـ

منهج غلاة التبديع في الحكم على العلماء والدعاة والأعيان

لمنهج أهل التبديع والتفسيق قواعد وأصول معروفة مشهورة؛ وقد فصل القول فيها الشيخ أبو الحسن مصطفى السليماني، وهو يعد من الباحثين المتخصصين في مجال الفرق، وله مؤلف كبير يقع في مجلدين بعنوان “الدفاع عن أهل الاتباع”، كشف فيه منهج غلاة التبديع المنتسبين للسلفية (زورا وبهتانا)، وبين جملة من أصولهم وقواعدهم التي يعلنون عنها تارة بلسان المقال وتارة بلسان الحال.

وقد عرف المنتمون لهذه الفرقة المحدثة بـ:

– الغلو في التبديع والتفسيق والتأثيم، بل والغلو أيضًا في التكفير، فترى من سلك هذا المسلك يحكم بالبدع العظمى على الأبرياء، ويرمي بالأحكام الجائرة الفظة على من لا يستحق عشر معشار ذلك، بل ربما رموا بذلك من هو أولى بالحق منهم، ومن هو أهدى سبيلاً، وأقوم قيلاً، ويضع شيخ هذه الطائفة القاعدة، ثم لا يجرؤ على العمل بمقتضاها -أحياناً- ويأتي غيره ممن هو أكثر جرأة، وأقل علماً وورعاً؛ فيعمل بمقتضى ذلك، فيكفر المسلمين، وفيهم السني البريء، ومنهم المبتدع الجاهل، ومنهم المبتدع المتبصر، ومعلوم ما ورد في ذم تكفير مسلم أو لعنته بغير حق.

– أتباع هذا المنهج المحدث مولعون بتصيد وجمع الأخطاء التي تصدر ممن يخالفهم -ولو في أمر يسير، بل وقد يكون الحق مع مخالفهم- فيطيرون بها في الآفاق، وينشرونها في كل حدب وصوب، للتشهير بمن يخالفهم، وتنفير الناس عنه، حتى يخلو لهم الجو، زاعمين أن هذا من باب تحذير المسلمين من أهل البدع، ومن باب الجرح والتعديل!! فصدق من قال:

لقد هزلت حتى بدا من هزالها***كُلاها وحتى سامها كل مفلس

ـ إذا كانت الكلمة من مخالفهم تحتمل معنى صالحا، وآخر سيئا؛ حملوها على المعنى السيئ، بزعم أنهم أعرف بمخالفيهم، وأن مخالفيهم أهل مراوغة ولف ودوران، بل صرح بعضهم متهمًا مخالفيه: بأنهم أهل زندقة.

ـ كما أنهم يحملون كلام خصمهم -الداعي إلى السنة الصافية- مالا يحتمل، وهذا أمر مشهور عند من يعرف حالهم بإنصاف.

ـ استخدامهم عبارات فظّة غليظة جافية في مخالفيهم من أهل السنة، كقولهم: (فلان أخبث أو أكذب من اليهود والنصارى)، أو(أخبث من هو على وجه الأرض)، أو(أضل أهل البدع)، أو(أتى بما لم يَدُر في خلد الشيطان منذ تاريخ البشرية)، ودع عنك قولهم: (دجال، وكذاب، وفاجر، وأفاك أثيم، ومراوغ، ومخادع، وماكر، وعدو للسنة، ومحارب للسلفيين الكبار منهم والصغار، وخبيث مخبث، ومائع، ومميع، وضال مضل، ومبتدع خبيث، وكذاب أشر، وأحد الدجاجلة، والروافض أفضل منه، واليهود والنصارى أهون منه، ولو خرج الدجال لركض وراءه فلان وأتباعه، أو لو ادعى رجل الربوبية أو النبوة لركض وراءه فلان وأتباعه، وزائغ، وحزبي ضال، وحزبي متستر، ودسيسة، ومدسوس في الصف لتدميره، ومُجنَّد من قبل الأعداء لهدم السلفية، وساقط، وتافه، وصاحب دنيا…) إلخ ما في هذا القاموس العفن.


ـ أنزلوا أنفسهم -بلسان الحال- منـزلة ليست لهم، فمن وقع في خطأ، وشنَّعوا عليه، فعرف خطأه، وتراجع عن قوله بلسان عربي مبين، وأعلن ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ اتهموه بأنه كذاب مراوغ في توبته، ولا تصح توبته إلا بين أيديهم، وبالألفاظ التي يُملونها هم عليه، والله عز وجل يقول: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ولم يجعل التوبة لفلان أو لفلان!!

ـ وبذلك -وغيره- أنزلوا أنفسهم منـزلةَ الوصي على الدعوة، وأن طلاب العلم والدعاة إلى الله في جميع الأقطار بمنـزلة القاصر، الذي يتصرف فيه وصيُّه، فمن حكموا له بالسلفية؛ فقد فاز ورشد!! ومن تحفّظوا في حقه بهذا الحكم؛ فهو على شفا جُرُفٍ هار، ويشار إليه بأصابع الاتهام، والخوف عليه من السقوط!! ومن صرحوا في حقه بأنه ليس سلفيًا؛ فتهوي به الريح في مكان سحيق، وذلك عند هؤلاء المقلدة الذين ضلوا الطريق!!

– عدم تمييزهم لأنواع مسائل الخلاف، فتراهم لا يفرقون بين مسائل الاجتهاد، ومسائل العقوبات، ومسائل الأصول، ومن خالفهم ولو في سنة من السنن، أو في تقدير المصالح والمفاسد وإن كانوا متفقين على الحكم في الجملة، أو خالفهم في تزكية شخص أو جرحه؛ رموه بأنه مميع، وأمثلة ذلك يطول المقام بذكرها، وتراهم يبدُعون من لم يقع في بدعة أصلاً، إنما خالفهم فيما لم يعرفوا غيره، وإن كان الحق مع مخالفهم !!

ـ وَضْع قواعد مخترعة، ما أنزل الله بها من سلطان، وإخراج السلفيين بسببها من دائرة السلفية، وإلحاقهم بركب أهل البدع، فمن ذلك قولهم: من نزل ضيفًا في بيت حزبي؛ فيُلحق به، ومن التمس عذرًا لحزبي -ولو في أمر حق- فهو مميع، ومن لم يهجر فلانًا؛ فيُلحق به، وكذا من لم يهجره؛ فهو كذلك، وهكذا وقولهم: من ذكر حسنة مبتدع -ولو كان ذلك أحيانًا لحاجة شرعية- فهو مميع، وقائل بالموازنات.

– ومن قواعدهم أن من اشتغل بتحصيل العلوم الشرعية، دون رد على الجماعات؛ فليس بسلفي، أو مائع، أو في سلفيته نظر، لا سيما إذا عارض شيئًا من أحكام هذه الطائفة الجائرة!!

– ومن قواعدهم الفاسدة: أن من استشهد بكلام -وهو حق- من كلام أحد المخالفين؛ فهو مميع، وملمِّع لأهل الباطل، ومدافع عن أهل البدع، ومن قال: المسلم يُحب ويبغض على حسب ما فيه من خير وشر؛ فهو مميع، ومن أهل الموازنات، وإخواني أو قطبي.

– ومن قواعدهم: أن من خالفهم ولو في شيء يسير مما يسمونه هم “مسائل المنهج” فزكى رجالاً جرحوه، أو رأى المصلحة في غير ما يرون، أو نحو ذلك؛ قالوا: هذا أضر على الدعوة من الحزبي الظاهر، لأن الحزبي الظاهر يحذره الناس، أما هذا فموضع ثقة عند الناس، فيكون ضرره أكبر.

وهكذا كلما كان المخالف لهم -مع بقائه على السنة في الواقع- أكثر صلاحاً وعلماً وفضلاً وجاهاً منفعاً؛ كلما كان أضر على الإسلام وأهله وكلما كان التحذير منه أكبر، وكلما كان المخالف متهتكاً مشهوراً بالضلالة؛ كلما كان أهون وأخف؛ فبين هذا الفكر شبه وبين فكر من يقتلون أهل الإسلام، ويدَعون أهل الأوثان، والله المستعان.

علماء السلفية يتبرؤون من الفكر المدخلي وغلوه وتطرفه

يحاول المنتسبون إلى الطائفة المدخلية إلصاق انحرافهم المنهجي والسلوكي ببعض المؤسسات الدينية وعلماء ورموز الدعوة السلفية؛ من أمثال الشيخ الألباني وابن عثيمين والفوزان واللحيدان.. علما أن هؤلاء العلماء بعيدون كل البعد عن غلو الفكر المدخلي وتطرفه، ومنهجية تعاملهم مع الجماعات الإسلامية الفاعلة مناقضة تماما لما عليه المداخلة من أتباع “ربيع” و”رسلان” و”الرضواني” وغيرهم، كما أن نظرتهم لتغيرات الواقع وحراك الشعوب لا علاقة له من قريب أو بعيد بما عليه الطائفة المدخلية؛ قليلة العلم؛ ضعيفة الوعي؛ ضيقة الأفق.

وحتى نبين هذه الحقيقة نقدم في هذه الورقة بعض أقوالهم ومواقفهم اتجاه جماعات وأشخاص يصر المداخلة على شيطنتهم.

الألباني والإخوان المسلمون:

قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني لما سئل عن حسن البنا (إمام جماعة الإخوان) رحمه الله الجميع: “حينما كانت مجلة (الإخوان المسلمون) تصدر في القاهرة، كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات له في فقه السُّنَّة، هذه المقالات التي أصبحت بعد ذلك كتابًا ينتفع فيه المسلمون الذين يتبنَّون نهجنا من السير في الفقه الإسلامي على الكتاب والسنة، هذه المقالات التي صارت فيما بعد كتاب (فقه السنة) لسيد سابق، كنتُ بدأت في الاطِّلاع عليها، وهي لمّا تُجمع في الكتاب، وبدت لي بعض الملاحظات، فكتبتُ إلى المجلة هذه الملاحظات، وطلبتُ منهم أن ينشروها فتفضلوا، وليس هذا فقط؛ بل جاءني كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا (رحمه الله).التيار المدخلي.. النشأة والتوظيف

وكم أنا آسَف أن هذا الكتاب ضاع مني ولا أدري أين بقي! ثم نحن دائمًا نتحدث بالنسبة لحسن البنا -رحمه الله- فأقولُ أمام إخواني وأمام جميع المسلمين: لو لم يكن للشيخ حسن البنا -رحمه الله- من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي في السينمات ونحو ذلك والمقاهي، وكتَّلهم وجمَّعهم على دعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام؛ لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفًا. هذا نقوله معتقدين، لا مرائين، ولا مداهنين”.

اللحيدان وحماس وحراك الشعوب:

تفاعلا مع التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة؛ والثورات التي اندلعت في سوريا، وصف عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ صالح اللحيدان الحكومةَ السورية بـ”الفاجِرة الخبيثة الخطيرة الملحدة” ودعا “للجهاد” لإسقاط الرئيس بشار الأسد، داعيا أيضا إلى تنحِّي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسليم سلطاته.

ودعا اللحيدان -حينها- في تسجيل صوتي نُشِر على موقع (يوتيوب): “الشعب السوري للجدّ والاجتهاد في مقاومة النظام السوري حتى لو ذهب ضحايا”، وقال: “أرجو الله أن يوفّق السوريون إلى أن يَجِدّوا ويجتهدوا في مقاومة هذه الدولة الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة”.

التيار المدخلي.. النشأة والتوظيفوعلل ذلك بأنه: “يرى في مذهب مالك أنه يجوز قتل الثلث ليسعد الثلثان، فلن يقتل من سوريا ثلثها إن شاء الله”.

وختم حديثه بقوله: “نسأل الله أن يعاجل الفاجر بعقوبة ماحقة، وأن تتشفى صدور المسلمين هناك وأن يكون ذلك سبب صلاح أهل سوريا جميعا”.

كما دافع الشيخ اللحيدان الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقضاء السعودي عن حركة حماس والشيخ أحمد ياسين رحمه الله فقال: “من لم يفعل فعل أولائك لا يحق أن ينتقصهم”، وقال: اشتهر عنه -أي الشيخ ياسين- الخير والثبات وإغاظة اليهود ومن وراءهم، وقد قُتل قتلة بشعة أسأل الله أن يجعله في عليين، وتنقصهم هو ومن يقاتل اليهود لا يدل على خير من المتنقص وإنما يدل على جهل بالحقائق أو عن هوى، والمسلم ينبغي أن يتجنب هذا وهذا..

ومواقف الشيخ صالح اللحيدان الذي يستدل به المداخلة والعاملون في “البصيرة”؛ تعد من كبائر الأمور عند المنتمين لهذه الفرقة، وتبريره للثورة على نظام بشار لا يمكن وصفهم عندهم سوى بفعل الخوارج، أما ثناؤه على حركة حماس والشهيد أحمد ياسين فهو صنيع “الدواحس”؛ وذلك وفق ما ورد في قاموس مصطلحاتهم التصنيفية التي لا تنتهي.

الفوزان: “المداخلة” كذبوا علينا

 وفيما يخص الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء؛ فقد عرى المداخلة؛ وكشف بكل وضوح منهجهم وطريقة تلبيسهم على الناس؛ حيث قال:

(بعض الإخوان سامحهم الله، يصير عندهم هوى على أحد، أو بغض لأحد من طلبة العلم أو من العلماء، فيسألونك عن سؤال أنت تجيب عليه، هم يركبونه على ذلك الشخص وأنك تعنيه، فيقولون قال فلان في فلان كذا وكذا، أنت ما طرأ عليك فلان ولا فلان ولا علان، أنت تجيب على سؤال فقط. هم يركبونه ويقولون هو قصده فلان، قصده الطائفة الفلانية ويدبلجون في الأشرطة ويألفون كتب، بأن فلان قال في فلان كذا وأجاب عن كذا.التيار المدخلي.. النشأة والتوظيف

وقصدهم بهذا الإفساد بين الناس والتحريش بين طلبة العلم وإيقاع العداوة بين طلبة العلم؛ فنحن نحذركم ونعيذكم بالله من هذه الخصلة… ألا تغتروا بها أو تنطلي عليكم، احذروا منها غاية الحذر).

وقال في مجلس آخر: (الانشغال بعيوب الناس والتنفير من العلماء ومن طلبة العلم ومن الدعاة إلى الله، هذه فتنة، لا يجوز العمل بها، ولا متابعة من يعمل بها، الواجب التناصح بين المسلمين، (الدين النصيحة)، الواجب التعاون على البِر والتقوى، الواجب العمل بالعلم. وأما أن ننشغل بِفلان وفلان وعلان، وننفر، هذه غيبة، والغيبة كبيرة من كبائرِ الذنوب، ولا تصلح شيئا، هذه تشتت، وتفسد، من رأينا عليه خطأ أو نقصا، نناصحه، إمّا بالكتابة له، وإما بالمشافهة له، وأما أننا نجلس ونغتابه، هذا حرام، ويترتب عليه تفريق المسلمين وتنفير الناس عن طلبة العلم، ولا يجوز هذا العمل أبدا.

وهم كذبوا علينا وعلى غيرنا، يقولون: هذه طريقة فلان، لا، نحن نحذر من هذا في محاضراتنا، في كتبنا، نحذر من هذه الطريقة)اهـ.

اللجنة الدائمة للإفتاء: تبديع العلماء وتفسيقهم من أعظم الظلم والإثم ومن أسباب الفتن

جاء في فتوى قديمة للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وعضويّة كلّ من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان والشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد والشيخ صالح بن فوزان الفوزان:

“..سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، ويقولون نحن سلفية، والسؤال يحفظكم الله: ما هو مفهوم السلفية الصحيح، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء”.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه: إذا كان الحال كما ذكر فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مردود ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير، وجمع كلمة المسلمين على الحق، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، ورميهم بالظنون الكاذبة ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض -ثم استشهدت اللجنة بالآيات والأحاديث- ثم قالت:

الوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا، وتزهيدا فيهم كل هذا من أعظم الظلم والإثم، وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر، لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول.

فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله من ذلك والتخلص من مظالم العباد. اهـ

التيار المدخلي.. النشأة والتوظيف

قناة «البصيرة» منبر إعلامي للترويج للفكر المدخلي

 مباشرة بعد أن هبت رياح الربيع العربي على العالم الإسلامي وصعد الإسلاميون؛ في عدد من الدول إلى سدة الحكم؛ فقد أثر (غلاة الجرح والتبديع)، حيث قرروا حينها عدم مناصرة ولاة أمورهم الجدد؛ بدعوى أن من (السياسة ترك السياسة).

لكن ومباشرة عقب الخريف العربي والانقلاب على الحكومة المنتخبة في مصر بالذات استيقظ المداخلة من سباتهم الربيعي وركنوا إلى الذين ظلموا، وبذلوا وسعهم وعملوا قصارى جهدهم ليبرروا جرائم الانقلاب، وأكثر من ذلك سعوا إلى مهاجمة كل من أنكر هذا المنكر البواح، خاصة من «الإسلاميين»؛ فخصصت قناة «البصيرة» التي يديرها المتطرف المصري عبد الرزاق الرضواني، حلقات متتالية لمهاجمة العلماء والدعاة في مصر والخليج والعالم العربي، ولم يسلم من ألسنتهم الحداد لا قراء الحرم وعلمائه ودعاته، ولا علماء الشام والعراق، ولا علماء المغرب العربي أيضا، فكل هؤلاء بالنسبة لهم «كلاب» و«خوارج ضالون» و«منحرفون عن المنهج»!!!

كما خصصت «البصيرة» الطائفية التي تحرض على الحقد والكراهية حلقات خاصة بالمغرب أسمتها (مكر الإخوان بالمغرب لزوال الحكم الملكي)، هاجمت من خلالها عددا من الشخصيات السياسية والعلمية والفكرية المغربية البارزة، وكالت لهم من التهم ما تنوء بحمله الجبال.

ودعا المثير للجدل عبد الرزاق الرضواني في برنامجه المذكور كلا من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزير العدل مصطفى الرميد وحكومة العدالة والتنمية إلى التبرؤ من فكر الإخوان وفكر حسن البنا كي يصبحوا وفق قوله (كـْوَيِّسين)!!!

فالشيخ الرضواني لعصبيته المفرطة؛ أو ربما لجهله واقتحامه موضوعات لا قبل له بها يزري بنفسه، ويدفع من ابتلي بمتابعة حلقاته إلى فرك عينيه وربما قرص جلده بأصبعيه ليتأكد هل هو غارق في عالم الأحلام أم هو فعلا في أم عالم الشهادة؟!

فإذا كان المداخلة الذين ينشطون في المغرب يصدعون رؤوس الناس بطاعة ولاة الأمور، ويعدُّون انتقاد بعض قراراتهم خروجا بالكلمة، فكيف سوغوا لأنفسهم أن يحرضوا شخصا من خارج أرض الوطن على الكلام عن الملك محمد السادس بطريقة غاية في الوقاحة؟! بعد أن أمدوه بوريقات وأغروه وحفزوه ليحشر أنفه في شأن داخلي للمغرب لا علم ولا شأن له به..

ألا يعد هذا -وفق القواعد التي يتحاكم إليها “المداخلة”- خروجا على ولاة الأمور، وتواطؤا مع جهات خارجية ضد مصالح الوطن واستقراره؟

هذا وتبقى الرسالة الإعلامية التي تقدمها “البصيرة” تطرح أكثر من علامة استفهام؛ خاصة وأنها القناة “الإسلامية” الوحيدة التي سمح لها بالعمل والبث من داخل مصر التي استولى عليها السيسي وزبانيته.


قصيدة أدعياء السـلفـيـة

بقلم الشاعر أ. رافع بن علي الشهري

قُـلْ للـدَّعِيّ الذي لا يعـرفُ الأدَبَـا***لاتـدَّعي نهـجَ أسـلافٍ لـنا.. كَـذِبَـا

فأنتَ عن منهجِ الأسلاف مُنْحَرِفٌ***مثْلُ انحرافِ الذي مِنْ شَرْقِنَا غَرَبَا

أسْلافُنا يـا دَعِـيَّ العِـلْـم مـرجِعُـنـا***وأنتَ أعْـرضت عـمّا قـيلَ أو كُـتِبَا

أنـتَ الـذي بـدّلَ الإرْجَـاءُ مَـذْهَـبَهُ***فانـزاحَ من قلْبِهِ عِـلْـمٌ قـدْ اكْـتَـسَـبَا

أجّجْتَ بالحقْدِ حَرْباً ضدّ شِرْعَتِنَا***وضدّ من علّمَ القرآنَ.. واحْـتَـسَـبَا

عاديتَ أهلَ التُّقَى والعِلْمِ قاطبةً***وأنتَ مَنْ يعْشَقُ الأهواءَ والـطَـرَبَـا

ما كـنـتَ يوماً بـأمـرِ الله داعـيةً***بلْ ناقـمٌ تَـلْـمـزُ الأعْـلامَ والـنُـجُـبَـا

عشِقْتَ (لِبْرالَ) مفتوناً ومُنْدَهِشاً***وصرتَ من عِشْقِهِ تُعْطِيهِ ماطَلَـبَا

وَقَـفْـتَ حامٍ لـهُ في كُـلِّ نـاحـيـةٍ***ولـم تـقــلْ أنَّـهُ فــي غَــيّـهِ ذَهَــبَـا

أطَعْـتَهُ طـاعةً عـمـياءَ.. مُفْـتَـخِرَا***حتى تَحوَّلْـتَ حقاً.. خَـلْـفَـهُ ذَنَـبَا

جعـلـتَ نَفْـسَكَ للتغـريـبِ زامِـلَـةً***فـكـلُّ مـن شـاءَ مِنْ أقزامِهِ رَكِبَا

وقـفـتَ ضدّ الدعـاةِ اليوم مُفْـتَرِياً***لِتَحْجُبَ الحـقَّ يا مَنْ خابَ وانقلَبَا

الحـقُّ فـي قِـمَّـة العلـياءِ نشْهَـدُهُ***والحـقُّ يا جاهِلَاً بالحـقِّ ما حُجِـبَـا

إنَّ الـدعـاةَ نجـومٌ لـنْ تَـطُـولَهُمُ***مـنْ ذا يُـلامِـسُ حـقّـاً كَـفُّـهُ الشُهُبَا؟!

إنَّ الـدعــاةَ لـدِيِنِ اللهِ حـامـيــةٌ***تحْمِي الثغورَ وأنتَ الـيومَ مَـنْ هَرَبَا

أنتَ الجبانُ الذي في الزَحْفِ نفْقِدُهُ***لقَدْ شَجَبْتَ جِهَادَ الدفْعِ.. إنْ وَجَبَا

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

اخوة في حالة إعاقة حركية تركوا عرضة للاهمال بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة

 استقبل مستشفى محمد الخامس بالحسيمة منذ أكثر من أسبوع ثلاثة اخوة في حالة إعاقة حركية  قادمو من احدى قرى جبال الريف المهمشة و البعيدة ،ضمنهم فتاة  تعاني من مرض جلدي مزمن أدى إلى تعفن خطير في جزء من جسدها.
و المثير للاشمئزاز أن يتقبل المستشفى مثل هذه الحالات الإنسانية ويتذرع المسؤولون هناك في  نفس الوقت بالعجز عن علاج هذه الحالة و عدم فعل أي شيء تجاههم لانقاذهم من العذاب و الألم الذي يعانون منه بشكل يومي دون أن يشفق عليهم أحد من الطواقم العاملة هناك من أطباء وممرضين واداريين في المستشفى سوى عناية أفراد عائلتهم المملوءة بالألم والحسرة و العجز هي التي تؤنسهم دون  القدرة على فعل أي شيء نظراللفقر والبؤس الذي تعانيه حالتهم الاجتماعية والذين بالكاد تمكنوا  للوصول إلى المستشفى لعلهم سيجدون من يساعدهم على تخطي هذا العذاب اليومي و الاهمال و الحرمان  من حقهم  في  التطبيب و الصحة .
والأدهى من ذلك أن هؤلاء الضحايا تركوا بدون دواء ولا عناية ولا من يشفق لحالهم الذي لا يقبل التأجيل، مع العلم أن العلاج يكون  بالعناية و ابداء الاهتمام الانساني بالمرضى ، وهو سلوك مفقود في هذا المستشفى خصوصا  مع حالات يكون اصحابها فقراء و من القرى المحيط بالمدينة فما أكثر من يموت أو يسوء حاله أكثر نتيجة الاهمال و عدم توجيههم نحو المراكز و الأماكن الصحيحة والمختصة  .

السبت، 17 ديسمبر 2016

الإِخبار شيء والخبر آخر

حوار الريف
من تطوان : مصطفى منيغ
بعد مؤتمر مراكش وما رافق الحدث من ثرثرة كلف التحضير لها وتزيين المقام المحتضن لبثها (عسى المناخ موضوعا يصل عقول حكومات كبريات الدول فتوافق على ما اجتهد المجتهدون ليقروه في فرنسا ويلتزموا بتطبيقه في المغرب) ، الملايين من الدولارات كان الأفضل أن تُصرف على الأحياء المنعدم فيها ما يساعد على بقاء قيمة الحياء المنتشرة عبر مساحة المملكة المغربية الموحدة التراب ، من مشارف "بني ونيف"شرقا إلى "الكويرة" جنوبا المُكدَّس داخلها اللاَّمهتمين إلا بما سيحصلون عليه من حقوق تحسبها الدولة خارج ما تقوم به تجاه الشعب المغربي العظيم من واجب، لانعدام مَن يحاسبها بما تروجه عن ديمقراطيتها أو ما تقتبس منها حسب هواها الغريب.
يلي ذلك مهرجان مراكش السينمائي ، مُبدِدا جزءا لا يُستهان به من أموال المغاربة المقهورين في مجملهم المشتتين في ألاف "الدواوير" المتخذة سفوح جبال وعرة المسالك خالية من تجهيزات تضيفهم لحملة نفس البطاقات الوطنية من قاطني مدن وبخاصة التي حط بها رحال "قلةّ" مشهورة بقلة عدد أفرادها وخطورة نفوذها، استطاعت أن تبني أعشاش أحلامها  بالمواد المستوردة من الدول المالكة أرقى تكنولوجيات البناء بكل أصنافه الخرافية وتلويناته المُبْهِرَة وهندسته المُضَلِّلَة من الخارج المُصاب مَنْ رآها من الداخل بحماس النضال المنقطع النظير المُفْعم بقُدسِية الشهادة الفاسحة المجال لعموم هذا الشعب المغربي العظيم أحقية الاطلاع عما يُنْهَبُ من الأرزاق العمومية من مقادير تصب في جيوب المستفيدين بين الحين والحين ،يلي ذلك الجولة الإفريقية التي أراد مَن أراد مقارنة المملكة المغربية بالدول القوية المتقدمة الغنية الملتزمة مع شعوبها بتوفير كل أسباب الحياة الكريمة وتنفيذ القوانين المخصصة لكل المجالات مهما كانت وتطبيق مبدأ المساواة والتشجيع على الابتكار والإبداع وخلق ما يشجع على توسيع الإنتاج لتوفير الاكتفاء الذاتي  في كل المواد ، واحترام الاختيارات الفردية والجماعية أكانت فكرية أو اجتماعية أو سياسية ، والحماية من خزعبلات أحزاب لا مقومات ولا أعضاء ولا برامج ولا مستوى لها البتة ، وأشياء أخرى يطول شرحها.
والمملكة المغربية مندرجة (حتى اللحظة) في قائمة دول العالم الثالث ، تعاني من أزمات لا حصر لها، مرغمة بأداء الديون المترتبة بملايير الدولارات عن سياسة رسمية تجعل الشعب المغربي العظيم في آخر سلم اهتماماتها، علما أن الجولة لا تتعلق في الجوهر بقضية الصحراء ولا بعودة المملكة المغربية لأحضان منظمة الوحدة الإفريقية ، وإنما غايتها في الجوهر مرتبطة أساسا بمجال اقتصادي صرف يُؤسَس بمباركة أعلى مستويات حكم دول بعينها لفائدة مؤسسات مغربية ضخمة لها الكلمة الأولى في العديد من المواد المصنعة أو الموزعة أو المستهلكة داخل المملكة المغربية أو بلاد أخرى معروفة لدى الأوساط المهتمة بمثل الميادين، الجولة تتم في غياب حكومة مغربية شرعية عن قصد لتنآى عن إجراءات تلتصق مباشرة باختصاصات الأخيرة الحاملة مسؤولية إخبار الشعب المغربي العظيم بأدق تفاصيل ما يُبرم باسمه ليكون على بينة يؤسس على قاعدتها مواقفه الرافضة أو القابلة.
المؤكد أن المملكة المغربية دولة مؤسسات الكلمة الأخيرة وسطها يملكها الشعب، وإذا كانت الانتخابات الأخيرة "أفرزت" رئيس الحكومة الموكول له اختيار الوزراء المكلفين بتدبير الشأن العمومي في شقه التنفيذي تحت رئاسته فكان من الواجب احترام إرادة هذا "الإفراز" والتقيد بالمواعيد القانونية المنصوص عليها في الدستور كأولوية لا معنى للضرب بها عبر الحائط بمبررات غير قائمة على حاجة تُؤخر يقبلها منظف المرحلة الدقيقة التي يجتازها المغرب حفاظا على استقراره.
مصطفى منيغ 
سفير السلام العالمي

الأحد، 4 ديسمبر 2016

عبد الله الحريف: الحركة الأمازيغية ليست متجانسة لأنها مخترقة بالصراع الطبقي

حوار الريف
حوار مع عبد الله الحريف أحد أهرامات اليسار الجذري يسلط الضوء على بعض مواقف الحركة الأمازيغية وعلاقتها بالصراع الطبقي، ورغم أن هذا الحوار يعود لسنة 2012 إلا أن راهنيته تفرض نفسها بنفسها، لذلك نعيد نشره تعميما للفائدة.
السؤال الأول:
كيف تنظرون لعلاقة السياسي بالثقافي في الحركة الأمازيغية ؟
جواب:
قبل الجواب على سؤالكم، لابد من توضيح ما يلي:
إن الثقافة السائدة هي ثقافة التكتل الطبقي السائد الذي يتميز بكونه تبعي للأمبريالية، وخاصة الفرنسية. وبالتالي، فإن الثقافة السائدة هي، بالأساس، الثقافة الفرنسية، واللغة السائدة هي اللغة الفرنسية. أما الثقافة واللغة، أكانتا عربيتين أو أمازيغيتين، فهما مسودتين ومهمشتين إلى هذا الحد أو ذاك. لكن مع ذلك يجب الإقرار أن اللغة والثقافة الأمازيغيتين تعانيان من تهميش مضاعف.
كما أن السؤال يفترض أن هناك حركة أمازيغية موحدة لها نفس الموقف من العلاقة بين السياسي والثقافي. والحال أن الحركة الأمازيغية ليست متجانسة لأنها مخترقة بالصراع الطبقي. فالحركة الأمازيغية تتشكل، بالأساس، من شرائح مثقفة أو لنقل متمدرسة تنتمي، بشكل عام ،للبرجوازية الصغرى المتذبذة بين حلم التسلق الاجتماعي وواقع تردي وضعها المادي. فلا غرابة والحالة هاته أن تسعى بعض النخب التي كانت مؤثرة وسط الحركة الأمازيغية إلى الالتحاق بالمشروع المخزني واستعمال الدفاع عن الأمازيغية مطية لتحقيق مطامحها الوصولية (وحالة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واضحة في هذا المجال). فبالنسبة لهذه النخب تتجلى العلاقة بين الثقافي والسياسي في خدمة المشروع المخزني لمعالجة القضية الأمازيغية ،أي خدمة القوة (المخزن) التي تتحمل ،ومند قرون ،القسط الأوفر من المسؤولية في تهميش الثقافة واللغة الأمازيغيتين.
أما نخب أخرى من داخل الحركة الأمازيغية، فهي ترى العلاقة بين الثقافي والسياسي في نفي العنصر العربي في هويتنا الوطنية وتسعير العداء ضد العرب بإسم مواجهة "القومجية" وهي بالتالي، بقصد أو بدون قصد، تسعى إلى عزل المغرب عن محيطه وإمتداده الطبيعي، أي العالم العربي، والمزيد من تعميق تبعيته للغرب الامبريالي. ومن الطبيعي أن تصبح هذه النخب الهامشية والأكثر غلوا في الشوفينية متصهينة. فالعلاقة هنا بين الثقافي والسياسي تتمثل في توظيف الدفاع عن قضية عادلة ومشروعة لخدمة المشاريع الامبريالية – الصهيونية في المنطقة الهادفة إلى المزيد من تفتيث المنطقة إلى كيانات ضعيفة عبر إثارة النعرات الاثنية والدينية وغيرها.
وهناك إتجاهات داخل الحركة الأمازيغية، ومن منطلق خوفها في نفس الآن من الكادحين ومن التكتل الطبقي السائد والنظام، تناضل بصدق من أجل القضية الأمازيغية، لكنها تتلافي طرح سؤال على من تقع مسؤولية التهميش الذي يطال الثقافة واللغة الأمازيغيتين أي مسؤولية النظام المخزني والقوى الإجتماعية التي يرتكز إليها (الإقطاع ثم الكمبرادور و ملاكي الأراضي الكبار...). إنها بالتالي ترفض ربط هذه القضية بالصراع الطبقي ممهدة بذلك الطريق لإستيعابها من طرف التوجهات الرجعية ،إما المخزنية أو الامبريالية.
وهناك داخل الحركة الأمازيغية قوى تدافع عن القضية الأمازيغية وتتبنى شعارات دسترة الأمازيغية كلغة رسمية وثقافية وطنية ورفع التهميش عن المناطق ذات الخصوصيات كالريف والأطلس وسوس عبر تمتيعها بأقصى قدر من التسيير الذاتي، لكن دون عزل ذلك عن نضال الطبقة العاملة وعموم الكادحين من أجل التحرر والديمقراطية والاشتراكية.
إذن لا يمكن أن نتكلم، بشكل عام ومجرد، عن علاقة الثقافي بالسياسي في الحركة الأمازيغية لأنها مخترقة بمشاريع ثقافية وسياسية مختلفة ومتناقضة إلى هذا الحد أو ذاك. فهناك من يستعمل الثقافي لخدمة استمرار الإستبداد والقهر والإستغلال والتبعية، وهناك من يستغله للتشويش على تطور الوعي الطبقي وعرقلة الصراع الطبقي، وهناك من يسعى إلى أن تصبح الثقافة الأمازيغية الشعبية، بإعتبارها تعبيرا عميقا عن تطلعات وآمال وآلام جماهير غفيرة من الشعب المغربي، رافعة للنضال ضد الإستبداد والإستغلال والتبعية ومن أجل التحرر والديمقراطية والإشتراكية.
سؤال الثاني:
في رأيكم ما هي أسباب العزوف السياسي والحزبي داخل الحركة الأمازيغية؟ أو بمعنى آخر الموقف السلبي من الأحزاب بشكل عام ؟
جواب:
ليس هناك عزوفا سياسيا لدى أوسع الجماهير الشعبية كما تروج لذلك بعض المنابر والقوى .فالمقاطعة العارمة للإنتخابات هي، في الغالب، تعبير عن موقف سياسي من المؤسسات "الديمقراطية" المزعومة التي كرست الفقر والإستبداد والقهر.
طبعا هناك موقف سلبي من الأحزاب بشكل عام. ويتحمل مسؤولية ذلك:
أولا وأساسا النظام الذي أستطاع تدجين الأغلبية الساحقة من الأحزاب وتحويلها إلى أدوات طيعة، وفي أحسن الأحوال، إلى مجرد وسائط بين الدولة والمجتمع ،عوض أن تكون معبرة على مصالح طبقات شعبية وحاملة لمشاريع مجتمعية. وكذلك لإن النظام الملكي يحتكر على السلط ويهيمن على كل المجالات ويزكي فكرة أن الأحزاب لا قوة ولا حول لها.الأحزاب التي تقبل أن تمثل دور الكومبارس في مسرحية يحرك النظام كل خيوطها وتساهم في تزكية "ديمقراطية" الواجهة مقابل بعض الفتات التي تمنحه السلطة
ثانيا الأحزاب التي تقبل أن تمثل دور الكومبارس في مسرحية يحرك النظام كل خيوطها وتساهم في تزكية "ديمقراطية" الواجهة مقابل بعض الفتات التي تمنحه السلطة. ومادام العمل السياسي بدون رهان ،و بالتالي مادامت الأحزاب القابلة باللعبة مجرد ديكور، فلا غرابة أن يهجرها المواطنات والمواطنون وتملئها كل أصناف الإنتهازيين والوصوليين الذين يبحثون عن خدمة مصالحهم الخاصة فقط.
السؤال الثالث:
ما موقفكم من تأسيس أحزاب سياسية أمازيغية ؟
جواب:
إن بناء أحزاب سياسية حقيقية يجب، في إعتقادي، أن يرتكز على تمثيل والدفاع عن مصالح طبقية أو فئوية وليس على تمايزات ثقافية أو لغوية أو دينية. والحال أن ما يجمع بين فلاح أو عامل أو كادح بشكل عام لغته الأصلية هي الأمازيغية بكادح لغته الأصلية هي العربية أعبر بكثير ،من الناحية الموضوعية، مما يجمع كادحا أمازيغيا بإقطاعي أو برجوازي كبير أو حتى برجوازي صغير أمازيغي. ونفس الشيء بالنسبة للكادح العربي. فبناء أحزاب على أسس تتعلق بالبنية الفوقية (الدين، اللغة، الثقافة، الإثنية....) يساهم في عرقلة تطور الوعي الطبقي ويؤدي إلى تحويل تناقضات ثانوية وسط العمال الفلاحين وعموم الكادحين إلى تناقضات أساسية ويساهم في تفتيت وحدتهم.
لذلك فعلى القوى الممثلة لمصالح الطبقة العاملة والفلاحين وعموم الكادحين و المؤهلة أكثر من غيرها للدفاع عن الثقافة الأمازيغية في بعدها الأكثر إشراقا وتعبيرا عن وجدان الجماهير الكادحة أن تكون في طليعة النضال من أجل إنعتاق الكادحين وفي نفس الوقت من أجل الحقوق المشروعة والعادلة للأمازيغيين.
حوار مع عبد الله الحريف  
دجنبر

نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية

  فضائح الإمارات في   يونيو 30, 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصف...