السبت، 26 يوليو 2025

نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية

 فضائح الإمارات


نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصفته بأنه منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية الذي نظم الحملات الإماراتية ضد قطر وليبيا والسودان في الكواليس.

وأبرزت الصحيفة أن منصور بن زايد يُعرف بكونه مالكًا لنادي مانشستر سيتي، أحد أبرز اندية كرة القدم الإنجليزية، أكثر من أي شيء اخر، لكن خلف الكواليس، يوصف بأنه “المنسق” الذي يوجه الحروب الخارجية التي تخوضها بلاده.

قل أسابيع من اشتعال الحرب الاهلية في السودان، استقبل أحد اغنى رجال الشرق الأوسط منصور بن زايد، أحد مهندسي الفوضى في قصره الفخم المطل على الخليج.

يُعرف منصور، الشقيق الأصغر لحاكم الإمارات القوي، في الغرب بجمعه لليخوت الفاخرة والخيول السبّاقة، وربما يُعرف أكثر بكونه مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الناجح للغاية، وحصل فريقه في نيويورك العام الماضي على موافقة لبناء ملعب كرة قدم بقيمة 780 مليون دولار في حي كوينز، وهو الأول من نوعه في المدينة.

ولكن في فبراير 2023، استضاف منصور علنًا قائدًا سيئ السمعة من صحارى غرب السودان، ووصل الى السلطة عبر انقلاب، وجمع ثروة من تجارة الذهب غير المشروعة، وتُوجّه له اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق.

كان الرجلان يعرفان بعضهما جيدًا؛ إذ استضاف منصور القائد السوداني، الفريق محمد حمدان دقلو، قبل عامين في معرض أسلحة بالإمارات، حيث تجولا معًا بين صواريخ وطائرات مسيّرة، وقام منصور بمساعدة الجنرال حمدان في خوض الحرب الاهلية عندما انفجر الصراع في السودان في ابريل 2023.

أنشأت جمعيات خيرية يسيطر عليها منصور، مستشفى وقالت إنها تعالج المدنيين، لكن ذلك الجهد الإنساني كان غطاءً لمحاولة سرية إماراتية لتهريب الطائرات المسيّرة وغيرها من الأسلحة القوية إلى قوات الجنرال حمدان، المعروفة باسم قوات الدعم السريع بحسب مسؤولين أميركيين وأمميين.

وقد ظهرت أدلة كثيرة على ارتكاب قوات الجنرال حمدان مجازر وجرائم اغتصاب جماعي وإبادة جماعية، وتنفي الإمارات تزويد أي طرف في الحرب بالأسلحة، لكن الولايات المتحدة اعترضت مكالمات هاتفية منتظمة بين الجنرال حمدان وقادة إماراتيين، بمن فيهم منصور.

وساعدت تلك المعلومات الاستخباراتية المسؤولين الأميركيين على الاستنتاج بأن الإماراتي، الذي يبدو متواضعًا، لعب دورًا مركزيًا في تسليح قوات الجنرال حمدان، مما أجّج صراعًا مدمرًا أدى إلى المجاعة وأكبر أزمة إنسانية في العالم.

لقد ظل منصور لغزًا محيرًا واظهر قدرة تشابه قدرة الحرباء في التخفي وتغيير الوانه، ومغمورًا في ظل اخوته الأكثر شهرة ونفوذ على الرغم من امتلاكه لاحد اشهر اندية كرة القدم في العالم، ولكنه يوصف بأنه يتصدر الحملة الإماراتية العداونية في توسيع نفوذها عبر افريقيا والشرق الأوسط بحسب مقابلات أجريت مع اكثر من اثني عشر مسؤولًا اميركيا وافريقيا وعربيا.

ويقول هؤلاء المسؤولون إن منصور دلّل أمراء الحرب والمستبدين في أماكن مثل ليبيا والسودان كجزء من مسعى إماراتي واسع النطاق للاستحواذ على الموانئ والمعادن الاستراتيجية، ومواجهة الحركات الإسلامية، وترسيخ مكانة الدولة الخليجية كقوة إقليمية ثقيلة.

وقد نحت منصور لنفسه دورًا قويًا بهدوء لدعم القوة الناعمة للأمارات من خلال كرة القدم، وفي نفس الوقت عبر القيام بتعزيز علاقاته مع قادة مسلحين في بعض أكثر دول العالم هشاشة بحسب المسؤولين، بينما كان يقود شقيقه الحاكم الحاسم لدولة الامارات محمد بن زايد هذه السياسات بلا شك.

ويقول أندرو بي. ميلر، وهو دبلوماسي أمريكي كبير سابق: “إنه المُصلح، المُنسّق، ذلك الذي يُرسل إلى أماكن لا تحظى بالكثير من البريق أو الاهتمام الإعلامي، لكنها ذات أهمية بالغة للإماراتيين… ويبدو أن هذا هو مجاله الخاص”. وقد وصفه ما لا يقل عن ستة مسؤولين آخرين بنفس الطريقة.

وظل منصور إلى حد كبير بعيدًا عن الأضواء في الغرب، حيث نادرًا ما يلتقي بدبلوماسيين غربيين، ولا يتحدث إلى الصحفيين، ونادرًا ما حضر مباريات نادي مانشستر سيتي، الفريق الشهير الذي يملكه، وقد نجا من أي مساءلة عندما تورطت مشاريعه في تهم دولية تتعلق بالفساد أو انتهاك حظر الأسلحة، لكن تلك الحصانة الذهبية بدأت تتصدع الان.

ففي العام الماضي، أقرّت الحكومة البريطانية قانونًا منع منصور فعليًا من الاستحواذ على صحيفة عريقة، خشية أن يؤثر ذلك على حرية الصحافة، كما كشفت محاكمات في الولايات المتحدة وماليزيا عن اتهامات بأن منصور حقق أرباحًا من فضيحة 1MDB، وهي واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي في العالم.

وقد أدت الحرب المتفاقمة في السودان، وهي صراع شاسع أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص وشرّد أكثر من 12 مليونًا، إلى اتهامات بأن الإمارات تموّل إبادة جماعية، وقد دعا مشرعون ديمقراطيون إلى حظر بيع الأسلحة الأمريكية للإمارات، وباتت الجوهرة الرياضية للشيخ منصور تحت الحصار الان، حيث تنظر هيئة بريطانية حاليًا في اتهامات واسعة النطاق بأن نادي مانشستر سيتي ارتكب عمليات غش على نطاق كبير، إذ اتهمت رابطة الدوري نفسها الفريق بالتلاعب بحساباته المالية لتمويل شراء لاعبين نجوم مكّنوا النادي من سلسلة انتصارات مذهلة، حوّلته من فريق متعثر إلى ظاهرة رياضية عالمية.

وينفي نادي مانشستر سيتي هذه الاتهامات، لكن إن ثبتت صحّتها، فقد يُغرَّم الفريق أو يُطرد أو تُسحب منه ألقابه العديدة.

كما أن هذه القضية تمثل لحظة مواجهة للشيخ منصور، الذي باتت تعاملاته الآن تحت مجهر التدقيق الذي طالما تجنّبه، ولم يرد نادي مانشستر سيتي على طلب للتعليق، ومهما كانت نتيجة الحكم، فإن القضية تثير احتمال أن السرية المطلقة التي تمتع بها، والمدعومة بتدفق مالي لا ينضب على ما يبدو، قد تكون على وشك نهايتها.

هنا ندرج قصة الذي فضل البقاء في الظل.

شيخ كرة القدم

قبل جيلين، كان معظم سكان ما يُعرف اليوم بدولة الإمارات من مزارعي التمر، ورعاة الإبل، وصيّادي اللؤلؤ، لكن اكتشاف النفط في ستينيات القرن الماضي أطلق تحوّلًا مذهلًا بدأ في مدينة دبي، حيث شُيّدت ناطحات السحاب الزجاجية وسط الصحراء، وأصبحت هناك منحدرات تزلج تمر داخل مراكز التسوق، مما حوّل المدينة إلى نموذج صارخ للبذخ النفطي.

فيما تحولت العاصمة الأكثر تحفظًا ابوظبي الى مركز مالي عالمي وقوة صاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد أصبحت المدينة مركزًا استثماريًا عالميًا إلى درجة أنها تُسوّق لنفسها باعتبارها “عاصمة رأس المال”.

هناك عائلة واحدة تجلس على قمة هذه المنظومة، حيث تُعد عائلة آل نهيان من أبوظبي ثاني أغنى عائلة في العالم بعد عائلة والتون الأمريكية، بحسب بعض التقديرات، وتحكم دولة الإمارات منذ استقلالها عام 1971، ويتمركز نفوذها في مجموعة تُعرف باسم “بني فاطمة” — وهم ستة أبناء للزوجة المفضلة للمؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، ويهيمن على المشهد ثلاثة من هؤلاء الإخوة.

الأخ الأكبر، محمد بن زايد، البالغ من العمر 64 عامًا والمعروف اختصارًا بـ MBZ هو الحاكم الفعلي للدولة منذ أكثر من عقدين، ويليه طحنون بن زايد، البالغ من العمر 56 عامًا، وغالبًا ما يُشار إليه بلقب “شيخ التجسس” — مستشار الأمن الوطني الذي يرتدي نظارات شمسية، ويعشق اللياقة البدنية، ويمارس الشطرنج على متن يخته الفاخر، وقد توطدت علاقته بمؤسس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، من خلال رياضة الجوجيتسو.

أما منصور، ثالث أقوى الإخوة، فيحافظ على حضور أقل بكثير من الآخرين، فهو نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الدولة، ويتحكم في مؤسسات رئيسية مثل البنك المركزي الإماراتي، وشركة النفط الوطنية، والهيئة القضائية الجنائية في أبو ظبي.

كما منصور يرأس مجلس إدارة “مبادلة”، صندوق الثروة السيادي سريع النمو الذي تبلغ قيمته 330 مليار دولار، ويستثمر في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات وسياحة الفضاء.

إنه شخصية محورية في جهود بلاده لاكتساب نفوذ عالمي من خلال القوة الناعمة، بما في ذلك السعي لبناء إمبراطورية إعلامية، فقد تعاون مع شبكة سكاي البريطانية وسي ان ان لإطلاق قنوات ومواقع إلكترونية ناطقة بالعربية، وخصّص مليار دولار لصالح جيف زوكر، الرئيس السابق لشبكة سي ان ان، لشراء مؤسسات إعلامية حول العالم.

في العلن، يميل منصور إلى البقاء على الهامش، وغالبًا ما يُشاهد وهو يرعى فعاليات إماراتية تقليدية مثل سباقات الهجن ومهرجانات التمور، وتكاد تصريحاته تُعرف بمدى حيادها وتكرارها.

لكن في عالم كرة القدم، أصبح منصور عملاقًا حقيقيًا، وساهم في إعادة رسم صورة العائلة الحاكمة بعد نكسة كبيرة، ففي عام 2006، قبل عامين من شرائه نادي مانشستر سيتي، تلقت الإمارات صفعة علنية حين تم إحباط محاولتها شراء ستة موانئ أمريكية، وسط احتجاج سياسي واسع، رغم تحالفها القوي مع واشنطن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وكان ذلك لحظة مفصلية، دفعت قادة الإمارات إلى إعادة تشكيل صورتهم الدولية من خلال الاستثمار في الثقافة، والتعليم، والرياضة، وكان منصور في طليعة هذا التوجه على صعيد كرة القدم.

فبعد ساعات فقط من شرائه مانشستر سيتي مقابل 330 مليون دولار، أنفق مبلغًا قياسيًا على لاعب جديد — في أول سلسلة من التعاقدات الباهظة التي بلغت كلفتها ما لا يقل عن 3.5 مليار دولار، مما حوّل الفريق إلى قوة كروية ضاربة.

وسرعان ما حصد مانشستر سيتي أول بطولة دوري له منذ عقود، ثم توالت الإنجازات، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي سبع مرات أخرى، إضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا، أكبر بطولة للأندية، وحقق الفريق ارباحًا في عام 2023، بلغت 100 مليون دولار من إيرادات قاربت المليار دولار، مما جعله من بين أكثر الفرق الرياضية ربحًا في العالم.

ومع تراكم البطولات، اشترى منصور عددًا من الأندية الأخرى، من بينها فرق في ملبورن، ومومباي، ويوكوهاما. أما الملعب الجديد لفريقه في نيويورك، نيويورك سيتي إف سي، فسيحمل اسمًا مشابهًا: اتحاد بارك، وقد سارت دول خليجية منافسة على نفس الخطى، واستحوذت على أندية أوروبية وبريطانية خاصة بها.

كما استخدم نادي مانشستر سيتي لأغراض سياسية أيضًا، فقد دعا مسؤولو الفريق في عام 2014 عددًا من الصحفيين لحضور إحاطة قدمها مستشارون يعملون لصالح الإمارات، وركزت الإحاطة بحسب صحفي حضرها وملف اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز على محاولة ربط دولة قطر، الخصم الإقليمي للإمارات، بالإرهاب الدولي بدلًا من مناقشة كرة القدم.

لكن يبقى مدى شغف منصور الشخصي بكرة القدم أمرًا غير واضح، فمنذ شرائه النادي قبل سبعة عشر عامًا، لم يشاهد الفريق في مباراة تنافسية سوى مرتين فقط، من بينها مرة واحدة في ملعب الاتحاد، وتحولت أولويات الإمارات خلال هذه الفترة من القوة الناعمة إلى القوة الصلبة ورافق منصور هذا التحول أيضًا.

المنسق

كان عام 2011، عام الربيع العربي، نقطة تحوّل حاسمة لعائلة آل نهيان، فمع سقوط أنظمة استبدادية في أنحاء الشرق الأوسط، شعرت العائلة بالخطر من أن تكون هي التالية، وأبلغ حاكم الإمارات، محمد بن زايد، المسؤولين الغربيين أنه يخشى تنامي قوة الحركات السياسية الإسلامية مثل الإخوان المسلمين، وتعهّد بوقفها بأي وسيلة.

تدخلت الإمارات بقوة في دول مثل مصر، وليبيا، واليمن من خلال دعم انقلابات عسكرية وتسليح جماعات متمردة او إقامة تحالفات مع امراء الحرب لم يخضعوا لاي اصلاح، ولادارة مثل هذه العلاقات المعقدة كانت هناك حاجة إلى يدٍ حذرة وبارعة، وهنا جاء دور منصور.

تولّى منصور بتكليف من شقيقه، حاكم الإمارات، دور إدارة العلاقات مع “رجال أقوياء غير لائقين وغير مريحين، لكنهم مهمّون”، كما وصفه أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين الكبار.

كان الرجل المفضّل في ليبيا هو خليفة حفتر، الذي كان في السابق عميلًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والذي وعد بملء الفراغ الذي خلفه سقوط العقيد معمر القذافي، وكان الأهم من ذلك أن حفتر يعارض الجماعات الإسلامية.

ولاحظ المسؤولون الأمريكيون أن منصور كان يتحدث بانتظام مع حفتر منذ عام 2015 تقريبًا، وتولى “إدارة” العلاقة بهدوء، بحسب مسؤولين أمريكيين عدة، وقال أحدهم: “حينها أدركنا أن الإمارات تراهن على حفتر”.

وقد سبّب هذا التحالف بعض التوتر مع واشنطن، فقد تدفقت الأسلحة الإماراتية إلى ليبيا، في انتهاك لحظر دولي على الأسلحة، ووفقًا لمسؤول أمريكي رفيع، ظهرت أسلحة أمريكية سبق بيعها للإمارات في ليبيا، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2020، إن الإمارات على الأرجح موّلت مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية للقتال إلى جانب حفتر في هجومه على العاصمة الليبية طرابلس.

ومع ذلك، لم تواجه الإمارات الكثير من الانتقادات العلنية، إذ كانت قد حولت انتباهها إلى بلد آخر ذو أهمية استراتيجية هو السودان.

كان الرئيس عمر حسن البشير — الحاكم المستبد الذي تحالف مع الخصم الإقليمي لدول الخليج إيران، هدفًا استراتيجيًا، وقد كُلّف منصور بمحاولة جذبه إلى المعسكر الإماراتي، حسبما أفاد مسؤولون سودانيون وأمريكيون، وتُوّجت سلسلة من الاجتماعات السرّية في عام 2017 بزيارة بارزة للبشير إلى أبو ظبي.

وسرعان ما بدأت المساعدات الإماراتية بمليارات الدولارات تتدفق إلى السودان، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الإماراتية، لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين شعروا بالصدمة، فقد كان البشير مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لدوره في الإبادة الجماعية في دارفور قبل عقد من الزمن، لكن الإمارات رأت أن التحالف كان مثمرًا؛ فقد أرسل البشير قوات إلى اليمن للقتال إلى جانب الإمارات والسعودية في حربهما ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وكانت تلك بداية علاقة جديدة. إذ أن العديد من الجنود الذين أُرسلوا إلى اليمن كانوا ينتمون إلى قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا شبه عسكرية تم تأسيسها حديثًا آنذاك، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسرعان ما أصبح الجنرال حليفًا مقرّبًا من منصور.

ويقول جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي بين عامي 2021 و2022: “كنا نعلم دائمًا أن منصور هو من يقف خلف الكواليس في ملف السودان”.

“غاتسبي الخليج”

عندما لا يكون منصور منشغلًا بأمراء الحرب أو فرق كرة القدم، تجده ينغمس في رفاهية لا يستطيع تحمّلها إلا أصحاب الثراء الفاحش.

ويمتلك بحسب العديد من الروايات، عدد من أكبر اليخوت الفاخرة في العالم وتوصف بأنها قصور عائمة بديكورات داخلية فخمة.

وتقول تقارير من صناعة اليخوت، إن أحدث ممتلكاته هو يخت يُدعى “بلو” وتبلغ قيمته 600 مليون دولار، ويقول البعض إن اسمه مستوحى من ألوان مانشستر سيتي، ويبلغ طوله 525 قدمًا، أي أطول بكثير من أي ملعب لعب عليه الفريق يومًا ما.

لفت ذوق منصور في اليخوت أنظار الادعاء الأمريكي قبل عقد من الزمن، الذي قال إن منصور موّل يختًا آخر يُدعى “توباز” من عوائد فضيحة 1MDB سيئة السمعة.

وقالت وزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش عام 2016، إن ما لا يقل عن 4.5 مليار دولار من الأموال العامة الماليزية قد تم اختلاسها عبر مخطط مالي معقّد، ووصفت القضية بأنها “أكبر قضية كليبتوقراطية (عمل لصوصي ونهب)” شهدتها الولايات المتحدة على الإطلاق.

وأسفرت سلسلة من المحاكمات الجنائية عن إدانة وسجن رئيس وزراء ماليزيا، نجيب رزاق، بالإضافة إلى اثنين من كبار التنفيذيين في وول ستريت، أحدهما صدر عليه حكم في مايو الماضي.

ركّز الإعلام في البداية على الأنشطة الصاخبة للممول الهارب “جو لو”، المتهم بتدبير المخطط من خلال تنظيم سلسلة حفلات المشاهير في لاس فيغاس إلى شراء وبيع عقارات في بيفرلي هيلز ولوحات لبيكاسو ومونيه، لكن القضية أدت أيضًا إلى تحقيقات في حوالي اثنتي عشرة دولة، كشفت في نهاية المطاف اتهامات خطيرة ضد مسؤولين إماراتيين كبار، من بينهم منصور.

وقدّم الادعاء الأمريكي أدلة في محاكمة جرت في نيويورك عام 2022، تفيد بأن السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، تلقّى رشاوى بقيمة 40 مليون دولار، كما تلقى خُديم القبيسي، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات منصور، ما يقارب نصف مليار دولار، حسب الادعاء.

ورغم أن الادعاء لم يحدد المبلغ الذي تلقّاه منصور شخصيًا، إلا أنه صُنّف كـ “متآمر مشارك” في عملية الاحتيال، وأدرج اسمه، وفقًا لما نقله “جو لو”، على قمة “هرم الرشاوى” في القضية.

كما عرض المدعون أدلة تُظهر أن 161 مليون دولار من أموال MDB1 استخدمت لسداد قرض يخت توباز الذي بلغت قيمته 688 مليون دولار.

وكان منصور قد قضى عطلة على متن ذلك اليخت مع نجيب رزاق، زعيم ماليزيا، في جنوب فرنسا، في 2013 وفق ما أدلى به مسؤول ماليزي لمكافحة الفساد أمام المحكمة في يناير، واستخدم الممثل ليوناردو دي كابريو اليخت ذاته خلال كأس العالم 2014 في البرازيل.

ولم يواجه منصور أي تهم مباشرة تتعلق بفضيحة 1MDB، رغم أن شركتين تابعتين له وافقتا في عام 2023 على سداد 1.8 مليار دولار لماليزيا، التي اتهمتهما بتسهيل عمليات الاحتيال، أما يوسف العتيبة، الذي لا يزال يشغل منصب السفير الإماراتي في واشنطن، فيتمتع بـحصانة دبلوماسية تحول دون ملاحقته، بحسب ما أفاد به مسؤولون.

وادين السيد خادم القبيسي، الرئيس التنفيذي السابق لإحدى شركات منصور، بتهمة الاحتيال في الإمارات ويقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 15 عامًا، وقال في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال عام 2019، ان منصور حمله المسؤولية وحده واصفًا نفسه بأنه “كبش فداء”.

ورفض منصور، والسفير يوسف العتيبة، والممثل ليوناردو دي كابريو، الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بفضيحة MDB1، وأعرب العديد من المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في التحقيق، وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب القيود القانونية، عن إحباطهم من عدم تعاون منصور والإمارات مع التحقيقات.

وتقول كلير ريكاستل براون، مؤلفة كتابين عن فضيحة MDB1 “هناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى منصور… لكن من الواضح أن لا أحد يريد أن يقترب منه”.

وقال منتقدون إن هذه الحادثة كانت نموذجًا لما يتمتع به قادة الإمارات من امتيازات، حيث إن ثروتهم الهائلة غالبًا ما تحميهم من العواقب، وقارنت ستيفاني ويليامز، الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة التي قادت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، سلوكهم بأبطال رواية “غاتسبي العظيم” الخياليين.

وقالت ويليامز، مقتبسة من الرواية الأمريكية الكلاسيكية: “يأتون وينشرون الفوضى بأموالهم ولامبالاتهم… ثم يتركون الآخرين ليتولوا تنظيف آثارهم”.

كلمة السر: الخرطوم

عندما ساعد منصور الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب في السودان عام 2021، أصيب المسؤولون الأمريكيون بغضب شديد، إذ كانوا قد تلقوا تطمينات بأن المدنيين، وليس العسكريين، هم من سيتولون الحكم في البلاد، لكن الإمارات أيّدت الانقلاب، وسرعان ما منحت الجنرال حميدتي استقبالًا رسميًا حارًا في أبو ظبي.

كانت الإمارات في طريقها لتتفوق حتى على الصين كأكبر جهة تعقد صفقات في إفريقيا، فقد ضخّت شركات يقودها أفراد من عائلة آل نهيان مليارات الدولارات في مناجم أفريقية، ومراكز بيانات، وائتمانات كربونية، في إطار سعي الدولة الخليجية إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وفي عدد قليل من الدول ذات المواقع الاستراتيجية، لعبت الامارات ايضًا دورًا خفيًا كمزود للأسلحة وصانع الملوك.

ففي عام 2021، أنقذ محمد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، المحاصر حينها، من خلال تزويده بطائرات مسيّرة ساعدت في قلب موازين الحرب الأهلية الوحشية لصالحه، وحين انهار السودان في أتون حرب أهلية عام 2023، انحازت الإمارات بشكل واضح إلى حليف منصور، الجنرال حميدتي.

ورغم أن الإمارات تنكر دعمها لأي طرف في الحرب السودانية، إلا أن الولايات المتحدة اكتشفت منذ الأيام الأولى للصراع أن أبو ظبي كانت تؤوي الجنرال حميدتي وتسلّح مقاتليه، بحسب مسؤولين أمريكيين.

فقد سافر الجنرال حميدتي إلى الإمارات في البداية، حيث مُنح ملاذًا في إقامة محمية وسجّل منها خطابات مصوّرة لأنصاره في السودان، وفقًا لما قاله مسؤولون أمريكيون، وبعد ذلك، أطلقت الإمارات مخططًا سريًا لتسليح قوات الدعم السريع (R.S.F.) التابعة له، عبر قاعدة جوية صحراوية في شرق تشاد.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن جاذبية الجنرال حميدتي لدى الإمارات تعود إلى ثلاثة أسباب: أولًا، لأنه قاتل إلى جانب القوات الإماراتية في اليمن؛ ثانيًا، لأن أعماله التجارية كانت مقرها في الإمارات، حيث يبيع الذهب ويشتري الأسلحة؛ وثالثًا، لأنه يصف نفسه بأنه عدو صريح للجماعات الإسلامية.

واستنادًا إلى تنصّت هاتفي، خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن الجنرال حميدتي كان على اتصال مباشر مع اثنين من قادة الإمارات وهما محمد بن زايد ومنصور، بحسب المسؤولين، كما تمكنوا من تحديد مسؤول إماراتي ثالث كان ينسق شبكة من الشركات الوهمية التي ساهمت في تمويل وتسليح قوات الجنرال.

ومع اندلاع الحرب، بدا أن منصور قطع علاقاته العلنية مع الجنرال حميدتي، لكن الاتصال الحقيقي لم ينقطع، فقد أرسلت الإمارات أسلحة إلى قوات الجنرال عبر قاعدة جوية في تشاد، حيث كانت تدير في الظاهر مستشفى ميدانيًا تموله منظمتان خيريتان، كلتاهما تخضعان لإشراف مباشر أو غير مباشر من منصور/ ولم ترد أي من المؤسستين الخيريتين على أسئلة موجهة بشأن هذا الموضوع، لكن المسؤولين الإماراتيين قالوا إن الإيحاء باستخدام المستشفى لأي غرض غير إنساني هو أمر “طائش ومؤذٍ”.

الإمارات ليست القوة الأجنبية الوحيدة التي تغذي الحرب، فقد وقفت بعض الدول إلى جانب خصم الجنرال حميدتي، الجيش السوداني، الذي وُجّهت إليه أيضًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وواجه المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيريلو، منصور شخصيًا في عام 2024 بشأن دعمه للجنرال حميدتي، خلال اجتماع عُقد في الإمارات، أملًا في كبح التدخلات الخارجية، لكن منصور رفض الاتهام، قائلاً إن مسؤولية تحقيق السلام تقع على أعدائه، بحسب ما أفاد به مسؤول أمريكي.

الإمارات ليست القوة الأجنبية الوحيدة التي تغذي الحرب، فقد وقفت بعض الدول إلى جانب خصم الجنرال حميدتي، الجيش السوداني، الذي وُجّهت إليه أيضًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

أملًا في كبح التدخلات الخارجية، واجه المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيريلو، منصور شخصيًا في عام 2024 بشأن دعمه للجنرال حميدتي، خلال اجتماع عُقد في الإمارات، بحسب ما أفاد به مسؤول أمريكي.

لكن منصور رفض الاتهام، قائلاً إن مسؤولية تحقيق السلام تقع على أعدائه.

“محاكمة القرن”

في أواخر عام 2023، وفي دفعة كبيرة لطموحات الإمارات في مجال الإعلام العالمي، أبرم منصور صفقة بقيمة 600 مليون دولار للاستحواذ على صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، المعروفة بتوجهها المحافظ، لكن الحكومة البريطانية اوقفت الصفقة بعد أقل من ستة أشهر، من خلال قانون جديد يقيّد ملكية الصحف من قبل جهات أجنبية.

وقال أحد النواب علنًا: “من المستحيل فصل عن الدولة”، وأعربت وزيرة الثقافة، لوسي فرايزر، عن مخاوف تتعلق بحرية التعبير ودقة نقل الأخبار.

وقد واجه منصور نكسات أخرى منذ ذلك الحين، فقد بدأ مانشستر سيتي في سبتمبر بالدفاع عن نفسه أمام لجنة تحكيم في لندن، أثارت الشكوك بشأن سلسلة انتصارات الفريق اللافتة.

وتتهم رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز النادي بارتكاب 130 انتهاكًا للقواعد، من بينها ضخ مئات الملايين من الدولارات من شركات إماراتية إلى خزائن الفريق، وإخفاء تلك الأموال على أنها صفقات رعاية، ووصفت وسائل الإعلام الرياضية البريطانية هذه القضية بأنها “محاكمة القرن”.

ويُعد الدوري الإنجليزي الممتاز أكبر صادرات بريطانيا الثقافية، مما يجعل النزاع مع فريق منصور مكلفًا للغاية وذو تبعات سياسية واقتصادية، لكن الرهانات تتجاوز المجال الرياضي.

فقد طرح المسؤولون الإماراتيون القضية خلال محادثات مع وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أثناء زيارته للإمارات العام الماضي، بحسب مصادر مطّلعة على الاجتماع، وقال إيدي ليستر، المبعوث البريطاني السابق إلى الخليج: “لقد أصبحت القضية مصدر توتر مستمر بين البلدين”.

وفي واشنطن، أصبح القلق المتزايد بشأن الدور الإماراتي في حرب السودان قضية تحظى بإجماع حزبي في الكونغرس ووجه ماركو روبيو — الذي أصبح وزير الخارجية الأمريكي — انتقادات للإمارات، واتهمها بدعم “إبادة جماعية” يقودها الجنرال حميدتي، خلال جلسة الاستماع الخاصة بتثبيته وزيرًا للخارجية في يناير.

وطالب ديمقراطيون بارزون بفرض حظر على مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي.

وقد ازدادت تلك الدعوات في مايو، بعدما قصفت قوات الدعم السريع مستودعات وقود، ومحطات كهرباء، وآخر مطار دولي في السودان، مستخدمة طائرات مسيّرة قوية، قال مسؤولان أمريكيان سابقان إنها مقدّمة من الإمارات.

لكن بعض هذه الانتقادات تلاشت بعد أيام قليلة، عندما زار الرئيس ترامب الإمارات، حيث استمتع ترمب بحفاوة الاستقبال في قصر الرئاسة الفخم المبني من الرخام في أبوظبي، ووقّع صفقة للذكاء الاصطناعي بقيمة 200 مليار دولار مع الدولة، وأضيفت تلك الاموال إلى تعهدات إماراتية سابقة بالاستثمار بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة.

وقال ترامب للشيخ محمد بن زايد: “أنت رجل عظيم، ويشرفني أن أكون معك”.

وكان منصور جالسًا بجوارهما، وقد أعلنت شركة مبادلة التابعة له أنها ستستخدم مشروعًا للعملات الرقمية مملوكًا لعائلة ترامب لتنفيذ صفقة بقيمة ملياري دولار، يُتوقع أن تُدر مئات الملايين من الدولارات على عائلة الرئيس.

السبت، 19 يوليو 2025

حول جيفري إبستين، ترامب يطرح نظرية مؤامرة جديدة



قبل أسبوع تقريبًا، في اجتماع لمجلس الوزراء بالبيت الأبيض، سأل مراسل المدعية العامة بام بوندي عن تقرير مثير للجدل أصدرته وزارتها قبل يوم. وأشار المراسل إلى أن "مذكرتكِ وبيانكِ الصادرَين أمس بشأن جيفري إبستين، تركا بعض الغموض العالق".

قبل أن تتمكن بوندي من الرد، قاطعها دونالد ترامب - وحاول جاهدًا إغلاق مسار التحقيق بأكمله. سأل الرئيس بدهشة: "هل ما زال الناس يتحدثون عن هذا الرجل، هذا الوغد؟". ثم أشار إلى أن المراسلة تُضيع وقتها بسؤالها، نظرًا لوجود أمور أكثر أهمية للحديث عنها.

في الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي 11 ساعة من لقطات المراقبة "الخام" الكاملة من داخل مركز متروبوليتان الإصلاحي في نيويورك، من مساء 9 أغسطس وحتى الساعات الأولى من صباح 10 أغسطس 2019، في محاولة لتقويض نظريات المؤامرة المحيطة بانتحار إبستين.

ولا يزال من غير الواضح ما الذي تم تغييره بالضبط، حيث أشارت الوكالة إلى أن البيانات الوصفية "لا تثبت التلاعب الخادع".

وصرح البروفيسور هاني فريد، خبير الأدلة الجنائية الرقمية والمعلومات المضللة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، لمجلة Wired أن اللقطات لن تُعتبر دليلاً صالحًا في المحكمة.

وقال فريد، الذي أدلى بشهادته في العديد من قضايا المحكمة المتعلقة بالأدلة الرقمية: "إذا أحضر لي محامٍ هذا الملف وسألني عما إذا كان مناسبًا للمحكمة، فسأقول لا. ارجع إلى المصدر. افعل ذلك بشكل صحيح".

وأضاف: "قم بتصدير الملف مباشرةً من النظام الأصلي - لا مجال للتلاعب".

وإلى جانب مشاكل البيانات الوصفية، تساءل فريد عن سبب تغير نسبة العرض إلى الارتفاع "فجأة". ورغم أن تعديلات الفيديو قد تكون حميدة، فمن المرجح أن تؤدي اللقطات إلى تعميق الشكوك حول وفاة إبستين وزيادة الضغط على الإدارة، بما في ذلك من قاعدة MAGA الخاصة بها، لإصدار معلومات إضافية حول القضية.

مدونة مادو | حول جيفري إبستين، ترامب يطرح نظرية مؤامرة جديدة

قصة بقلم ستيف بينين

وول ستريت جورنال: رسالة عيد ميلاد لإبستاين تحمل توقيع ترامب، ورسمًا لامرأة عارية

 



وفقًا لتقرير نُشر يوم الخميس في وول ستريت جورنال، تضمنت مجموعة من الرسائل المُهداة إلى جيفري إبستاين بمناسبة عيد ميلاده الخمسين عام 2003، ملاحظة تحمل اسم دونالد ترامب ورسمًا لامرأة عارية.

ووفقًا للصحيفة التي استعرضت الرسالة، أحاط الرسم، الذي يُصوّر ثديي امرأة وتوقيع "دونالد" مكان شعر العانة، بعدة أسطر من نص مطبوع. واختتمت الرسالة بعبارة: "عيد ميلاد سعيد - وأتمنى أن يكون كل يوم سرًا رائعًا آخر".

ونفى ترامب في مقابلة مع وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء أن يكون قد كتب الرسالة أو رسم الصورة، وهدد بمقاضاة الصحيفة إذا نشرت القصة.

وقال، وفقًا للصحيفة: "لم أكتب صورة في حياتي. أنا لا أرسم صورًا للنساء. هذه ليست لغتي. هذه ليست كلماتي".

ردًا على الخبر، نشر ترامب على موقع "تروث سوشيال" مساء الخميس أنه أمر المدعية العامة بام بوندي "بتقديم أي شهادة ذات صلة أمام هيئة المحلفين الكبرى، رهنًا بموافقة المحكمة". وسرعان ما ردت على موقع "إكس" بأنها مستعدة للقيام بذلك يوم الجمعة، مع أن عملية الحصول على موافقة القضاة على هذه الخطوة ستستغرق وقتًا أطول بكثير على الأرجح.

وفي وقت سابق من المساء، تعهد ترامب بمقاضاة صحيفة وول ستريت جورنال وروبرت مردوخ، قائلاً إنه والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت حذراهما من نشر الخبر، وأن الرسالة "مزيفة".

وجاء في منشور "تروث سوشيال": "سيقاضي الرئيس ترامب صحيفة وول ستريت جورنال، ونيوز كورب، والسيد مردوخ قريبًا".

 ورفضت صحيفة وول ستريت جورنال التعليق عندما تواصلت معها شبكة "سي إن إن".

كما أدلى نائب الرئيس، جيه دي فانس، بدلوه على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا الخبر بأنه "محض هراء" في منشور على موقع "إكس". ومن المرجح أن يؤدي تقرير وول ستريت جورنال إلى زيادة التدقيق في تعامل ترامب مع مراجعة وزارة العدل لقضية إبستين التي أزعجت قاعدة مؤيديه المؤيدين لترامب واستهلكت البيت الأبيض لعدة أيام.

لكن مساء الخميس، دافعت بعضٌ من أبرز الأصوات اليمينية، ممن كانوا يطالبون الإدارة بمزيد من الشفافية، عن ترامب، وشككوا في قصة الصحيفة.

وصفت الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، التي دعت الإدارة إلى تعيين محقق خاص للنظر في تعاملها مع ملفات إبستين، الرسالة بأنها "مزيفة تمامًا". وكتبت على موقع X: "كل من يعرف الرئيس ترامب يعلم أنه لا يكتب الرسائل. يكتب ملاحظاته بقلم شاربي أسود كبير".

ونشر تشارلي كيرك، وهو صوتٌ مؤثرٌ آخر من مؤيدي "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، على موقع X: "هذه ليست الطريقة التي يتحدث بها ترامب على الإطلاق. لا أصدق ذلك". وأشار منشوره إلى الملاحظة المطبوعة في الرسالة التي تتخيل محادثة بين ترامب وإبستين حول وجود "أشياء أكثر في الحياة من مجرد امتلاك كل شيء".

وُجهت إلى إبستين، وهو ممولٌ اختلط بمجموعة من السياسيين وشخصيات نافذة أخرى، تهمة الاتجار الجنسي بالقاصرين في فلوريدا ونيويورك في عام 2019. عُثر عليه لاحقًا ميتًا في زنزانته أثناء انتظاره المحاكمة. وحكم الأطباء الشرعيون بأن الوفاة انتحار، لكن الظروف أثارت منذ ذلك الحين مجموعة من نظريات المؤامرة.

في مذكرة صدرت الأسبوع الماضي، صرحت وزارة العدل بأن إبستين قد انتحر بالفعل وأنه لا توجد "قائمة عملاء" لإبستين، وأعلنت أنها لن تنشر أي وثائق أخرى تتعلق بالقضية، مما أثار غضب مجموعة مؤثرة من مؤيدي ترامب الذين اعتقدوا أن الإدارة ستنشر جميع ملفات إبستين.

ومنذ ذلك الحين، رفض ترامب بغضب رد الفعل العنيف، متهمًا مؤيديه بالوقوع في "خدعة" بالتركيز على القضية. وحث الجمهوريين على إسقاط القضية تمامًا.

ونشر ترامب على موقع "تروث سوشيال" يوم الأربعاء: "عملية الاحتيال الجديدة التي يقومون بها هي ما سنسميه إلى الأبد خدعة جيفري إبستين، وقد صدق مؤيدي السابقون هذا "الهراء" بكل ما في الكلمة من معنى".

في مواجهة دعوات متزايدة من مؤيديه وأعضاء الكونغرس، قال ترامب لاحقًا إن بوندي قد تُصدر أي ملفات "موثوقة" إضافية بشأن القضية، حتى مع أسفه لاستمرار "الجمهوريين الأغبياء والحمقى" في الضغط على هذه القضية.

صرح ليفيت يوم الخميس أن ترامب "لن يُوصي" بأن يُجري مدعٍ خاص تحقيقًا في قضية إبستين، على الرغم من دعوات بعض أقرب حلفاء الرئيس للقيام بذلك.

 ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، أُدرجت الرسالة التي تحمل اسم ترامب في ألبوم عيد ميلاد جمعته غيسلين ماكسويل، وهي مساعدة مقربة من إبستين أدينت بالاتجار الجنسي بالأطفال فيما يتعلق بإبستين. وذكرت الصحيفة أنها جمعت الرسائل من ترامب وعشرات آخرين بمناسبة عيد ميلاد إبستين الخمسين.

ووفقًا للصحيفة، كان الألبوم لاحقًا جزءًا من الوثائق التي فحصها مسؤولو وزارة العدل الذين حققوا مع إبستين قبل عدة سنوات. التُقطت صورٌ لترامب مع إبستين - وهو رجل أعمالٍ كان على تواصلٍ اجتماعيٍّ مع مجموعةٍ من السياسيين وشخصياتٍ نافذةٍ أخرى - في مناسباتٍ متعددةٍ خلال التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، وكان من بين الذين ظهروا في سجلات رحلات طائرة إبستين الخاصة. لكن الرئيس قال إن صداقتهما انتهت قبل إقرار إبستين بالذنب عام ٢٠٠٨ بتهمة استغلال قاصرٍ للدعارة. وقال لاحقًا إنهما لم يتحدثا لمدة ١٥ عامًا تقريبًا عندما أُلقي القبض على إبستين مجددًا عام ٢٠١٩.

بقلم آدم كانكرين، سي إن إن

Thu July 17, 2025

نيويورك تايمز تفضح منصور بن زايد: منسق نشر الفوضى والحروب الأهلية

  فضائح الإمارات في   يونيو 30, 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا مطولا عن نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، ووصف...